السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لماذا يريد مجتمعي لي أن أتزوج من شخص لا أعلم عنه سوى اسمه وعمره فقط لا غير، ورؤيته التي لا تتعدى بضع دقائق؟! وإن فشلت زيجتي لاحقاً وضعوا اللوم علي بحجة أنني رأيته رؤية شرعية .. فكيف لا تتفق طباعي معه ولا أجد فيه الحبيب والصديق والمؤنس، هل قلوبنا أصبحت مجرد عجينة نشكلها كيف، أردنا ونرغمها على حب من أتوا به على أنه زوج المستقبل وعريس الغفلة!
كيف أحب شخصاً بدوافع أن (راتبه طيب .. عنده بيت .. أخلاقه جيدة ...إلخ)؟
كيف أحب شخصاً أتى بأهله ليـفحصوا هل شكلي الخارجي لائق لأصبح زوجة له أو لا؟ هل أنا سمراء بيضاء ... نحيفه سمينة ... طويلة أم قصيرة؟ هل أنا (سيارة) ينظر لها وتفحص قبل شرائها؟ ويدعي لاحقاً أنه لم يتزوجني لمظهري ولا لجسدي؟
أُحرم طول عمري من الحب أو تجربته أو حتى الحديث عنه.. وفي غضون بضعة أشهر يطالبونني بحب من كان غريباً عني قبلها.. رؤية الجنس الآخر وإن كان من أقاربي محرم منذ صغري .. لم أتحدث قط لواحد منهم، ولم أعرف فيما يفكرون وكيف للحياة ينظرون، ويطالبونني بعدها بتسليم جسدي ومشاعري وروحي لواحد منهم والتوافق معه ومحبته.. كيف وأنا لا أعرف عنه سوى وجود جنسه في هذه الحياة.
الحديث عن العلاقة الحميمة كبيرة لا تغتفر، وبمجرد قدوم العريس يصبح الحديث عنها مشروع وواجب!
لا تنظروا لي على أنني مجرد مراهقة تعيش فورة مشاعرها، فقد مللت هذه النظرة، ولا تتهمني بأني أدعو إلى الانحلال والإباحية والاختلاط المحرم والصداقات والعلاقات مع الجنس الآخر، وأعلم جيداً أن استشارتي أقرب إلى الخواطر والبوح منها إلى الاستشارة، ولكن اعذروني.
وجزاكم الله عني كل خير.