الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاقة مرض الصرع بتأخر الدورة الشهرية

السؤال

السلام عليكم.

تتأخر الدورة الشهرية لدي شهراً ونصف أو شهرين، فهل هذا بسبب مرضي بالصرع؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لم تذكري عمرك، ومنذ متى بدأت شكواك هذه، وعلى العموم فإن لتأخر الدورة أسباباً عدة يجب البحث عنها ونفيها قبل أن نتحدث عن الصرع.

فيجب أن يتم فحصك سريرياً فحصاً شاملاً وتحديد إن كان هنالك أي شعر زائد في جسمك أو وجود إفراز حليبي في الثدي لديك وفحص الرقبة للكشف عن الغدة الدرقية إن كان فيها أية ضخامة، وأيضاً تحديد وزنك، ومن ثم إجراء تصوير تلفزيوني للرحم والمبايض لرؤية حجمها وشكلها ورؤية أية أكياس مرافقة على المبيضين، أي ما يسمى (تكيس المبايض) وهي حالة شائعة بين السيدات، ومن ثم حسب حالتك فإن كنت متزوجة فيجب أن يجرى لك فحص نسائي داخلي للكشف عن أية التهابات نسائية وأخذ مسحة منها.

وبعد ذلك يجب إجراء بعض التحاليل لنفي وجود بعض الأمور التي قد تكون سبباً في هذا الاضطراب أو التباعد بين الدورات الشهرية مثل تحليل هرمون الحليب واسمه تحليل البرولاكتين، وتحليل هرمون الغدة الدرقية (T.S.H) وهذه تجرى في أي وقت، وتحاليل أخرى هي (F.S.H) و(L.H)، وهذه يجب إجراؤها في اليوم الثالث من نزول الدورة لتكون النتيجة صحيحة، وإن كان فحصك وتحاليلك سليمة وطبيعية بإذن الله فنفكر هنا بحالة الصرع عندك.
وهنا أقول لك: إن حالة الصرع نفسها لا تؤدي إلى اضطراب الدورة فهي لا تؤثر على الجهاز التناسلي للمرأة فالمرأة التي لديها حالة صرع بإمكانها أن تحمل وتلد طبيعياً ولا مشكلة في ذلك.

ولكن بعض الأدوية المستخدمة في علاج الصرع قد تكون هي السبب في اضطراب الدورة، مثل دواء (FELBAMATE) ودواء (TOPIRAMATE) ومشابهاتها، فهي قد تسبب اضطراب إفراز هرمون هام يخرج من الدماغ، وهذا الهرمون يؤدي بدوره إلى اضطراب في إفراز هرمون الحليب في جسمك، وهذا يسبب عدم انتظام في الدورة الشهرية.

وإن السيطرة على حالة الصرع لديك أمر هام جداً؛ ولذلك فالأولوية لهذا الأمر بالنسبة لك، ولكن هذا لا يمنع من أن تسألي الطبيبة المتابعة لحالتك نوع الدواء الذي تأخذينه، وإن كان يسبب ارتفاع هرمون الحليب، وإمكانية استبداله بآخر، ومن ثم خذي برأيها فهي أدرى بحالتك.

وهذا كله بعد أن تتأكدي أن فحصك النسائي وتحاليلك طبيعية؛ لأن في حالة وجود سبب يجب علاج هذا السبب، نسأل الله أن يشفيك ويعافيك من كل مرض ومكروه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً