السؤال
السلام عليكم
بارك الله فيكم، وجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم.
هذه أول مرة لي أشارك فيها مشكلة، أو شيئا من حياتي الخاصة على الشبكة العنكبوتية.
أنا شاب في الـ24 من العمر، أصلي، وإيماني قوي بالله تعالى، مررت في عمري بكثير من الإخفاقات، وكثير من النكبات، لم أنجح في دراستي، ولم أسع ولم أجتهد في أي شيء، ولم تكن عندي الرغبة لعمل شيء، لم يتسنى لي في صغري أن أحلم أو أن أضع هدفا أصل إليه، بل بقيت هائما لا أدري ما أفعل، وإن فعلت، لا أكمل شيئا.
لطالما كنت خجولا أفكر في إجاباتي وكلامي مرارا قبل أن أنطق بها، أصدق أي شيء بقلب طيب ونية صافية، وأحاول أن لا أجرح أحدا بكلامي، أضع نفسي دائما محل المتلقي لكلامي وأسعى لأن لا أجرح أحدا.
مررت في دوامة يأس واكتئاب شديدين طوال سنوات بسبب انفصالي على فتاة كنت أحبها بكل صدق، وكنت عازما على خطبتها ريثما تتوفر الظروف المادية، لكنها اختارت من له منزل علي، بل لم تفكر حتى مرتين في الأمر، اختارته بدون تردد.
هاجرت لأوربا قاطعا البحر على مركب هجرة غير شرعية لأعجل بتحسين ظروفي وظروف عائلتي، لكني ما لبثت إن كرهت البقاء هناك وأحسست أن هذه الفرصة التي يحلم بها الآلاف من الشباب لا أستحقها، استخرت ربي، ثم استشرت والدي، ثم رجعت إلى بلادي.
لقد كنت أنانيا بحق عائلتي إذ كان من المفترض لي أن أضحي لتحسين ظروفهم، إذ أننا من متوسطي الدخل -والحمد لله- وأنا الابن البكر إذ من المفروض علي أن أضمن مستقبل إخواني الـ4.
لا أدري ما الذي ألم بي من كساد وكسل، فأنا لا أعرف من أي طريق أمضي، ولا من أي طريق أسلك، ضعت ولم أجد السبيل لأجد ذاتي وهدفي في الحياة.