الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر الأفلام الكرتونية على سلوك الطفل

السؤال

السلام عليكم.
لدي طفل من مواليد 2005، صعب التأقلم مع الأطفال، لا يلعب ولا ينسجم مع الأطفال بسهولة، ويميل إلى حركات القتال التي يراها في التلفاز، حتى أن معلمته في الروضة أخبرتني بأنه عندما يغضب يضرب نفسه أو الحائط أو أي شيء آخر، فما السبب وما الحل؟
علماً أننا في المنزل نشاهد أحياناً أفلاما فيها أكشن، أو هو يشاهد أفلام كرتونية بها قتال، وحاليا منعناه منها.
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الصغير أصبح يظهر هذا السلوك من عدم التأقلم مع الأطفال، وأن تظهر منه هذه الحركات القتالية، هذا كله بالطبع انعكاس ونتاج لما يشاهده من خلال ألعاب الفيديو والأفلام الكرتونية، والطفل لا يستطيع أن يفرق ما بين الحقيقة والخيال في هذا العمر، ويظهر أن عقل هذا الصغير قد برمجته وبصورة واضحة جدّاً على ما يشاهده، ولذا أراد أن يعكسه في واقعه.

الإجراء الذي اتخذتموه وهو منعه من الأفلام الكرتونية وألعاب الفيديو ذات الطابع العنيف، هو قرار صحيح، ولكن الأمر أيضاً يتطلب شيئاً من الشرح من قبلكم، فهذا الصغير يعرف ويستوعب في هذا العمر، وبشيء من التفسير له وإعطائه موادا بديلة وأفلام مختلفة ليقوم بمشاهدتها، سيكون هذا هو القرار الصحيح والذي سوف يعدل من سلوكه إن شاء الله.

الغضب لدى الطفل أيضاً قد يكون تعبيراً على عدم الرضا، فأحياناً الطفل إذا لم نخرجه من الرتابة التي قد تتمثل في طريقة استحمامه أو أخذه للنوم أو حتى لبسه للملابس الضيقة، هذا كله قد يثير لدى الطفل الغضب دون أن نلاحظ مثل هذه الأشياء البسيطة، ووجود الطفل وحده وسط الكبار أيضاً يكون مزعجاً جدّاً له في بعض الأحيان؛ فأرجو أن تتاح لهذا الصغير الفرصة لأن يجلس مع الأطفال الآخرين بقدر المستطاع.

إذن فالسلوك يعدل من خلال إبعاده من مصادر السلوك العنيف، وإعطائه فرصا أخرى لبناء سلوكٍ جديد، وهذا الطفل أيضاً يستطيع الآن كما ذكرت لك أن يستوعب أشياء كثيرة، فأرجو أن تلجأوا إلى طريقة التحفيز والإثابة، والتي تتمثل في طريقة إعطائه النجوم وسحبها منه إذا تصرف تصرفاً سلبياً.

اشرحوا له هذه الطريقة، وثبتوا له نجمتين أو ثلاثا مثلاً على لوحة بالقرب من سريره، وذلك حينما يقوم بأي تصرف سليم إيجابي، وأن تُسحب منه نجمة أو نجمتين عند التصرف السلبي، وفي نهاية الأسبوع يمكن أن تستبدلوا عدد النجوم التي اكتسبها بشيء محبب ومفضل بالنسبة له.

أعتقد أن هذه هي الأسس الرئيسية لتعديل السلوك، وأكرر هذا الطفل يجب أن تستبدل هذه الأفلام الكرتونية العنيفة بمادة أخرى، وأن تتاح له أيضاً الفرصة للعب مع بقية الأطفال.
---------------------------
ونقترح عليك استبدال قنوات الكرتون العنيفة بقنوات المجد للأطفال؛ ففيها الكثير من الفوائد الشرعية والتربوية، وفيها الكثير من المواد التي تناسب مختلف الأعمار.

وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً