الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غياب الطموح وضعف المادة جعلني أفكر في فسخ الخطبة

السؤال

دخلت في الثلاثينات ولم أتزوج إلى الآن، بالرغم من أني متعلمة وجميلة، ومن أسرة طيبة، أحببت شاباً منذ فترة طويلة، ولم يتم الزواج بسبب ظروف مادية لديه وتركني، على الرغم من أني كنت أريد الاستمرار والمكافحة معه، ومنذ ذلك الحين وأنا أبحث عن زوج مناسب أحبه ويحبني، وأتقي الله فيه.

تقدم لي خاطب عن طريق الأهل، ووافقت عليه لا لشيء إلا أني أخاف أن يفوتني قطار الزواج، وتوسمت فيه الخير والطيبة، وبعد ذلك اتضحت لي عيوبه التي لا أستطيع تحملها، لا يلتزم بكلمته في ميعاد الزواج والإتيان بمتطلباته، لا يوجد لديه الطموح في الحياة والعمل الأفضل، مسرف ومبذر، في حين أن إمكاناته المادية ضعيفة، ولا يملك إمكانات الزواج، رغم بلوغه 40 عاماً، شخصيته ضعيفة، ويتقبل الإهانة؛ لأنه يعلم أنه دائماً مخطئ.

أصبر عليه؛ لأنني سأتزوح فقط، فهل يحق لي أن أتعرف على شاب غيره وأطلب منه المجيء لخطبتي؟ علماً بأني لا أريد فسخ خطبتي معه حتى أضمن أن الشاب الآخر أتى لخطبتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أيتها الأخت الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك.

نوصيك بتقوى الله تعالى ولزوم طاعته، فهذا أعظم سبب لحصول ما تتمنينه من الأرزاق، فقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، وقد أحسنت بالموافقة على الزواج ممن خطبك خوفاً من فوات فرصة الزواج، فإن الحزم أن يأخذ الإنسان نفسه بأسوأ الاحتمالات.

ما دمت قد أجبت هذا الخاطب بالقبول فهذا وعد منك بالزواج، فالأولى الوفاء بهذا الوعد مادام الرجل صالحاً للزواج، لكن لا يجب عليك ذلك؛ لأن الخطبة ليست إلا مجرد وعد، فإذا رأى أحد الخاطبين مصلحته في غير ذلك فله فسخ الخطبة ولا حرج عليه.

الأصل أنه لا يجوز لأحد يعلم أنك قد خطبت ووافقت على تلك الخطبة أن يخطبك على الخطبة السابقة؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، إلا إذا حصل إعراض عن الخطبة من أحد طرفيها أو أذن أحد الطرفين لآخر بأن يخطب.

إذا أذنت لشخص آخر بالتقدم لخطبتك فلا حرج عليك في هذا، ولا على من أذنت له؛ لأن هذا الإذن في الحقيقة إعراض عن الخطبة الأولى كما قرر هذا بعض الفقهاء.

إذا تقدم لخطبتك من ترضينه والحالة هذه فلا حرج عليك من القبول به، وإن لم يتقدم أحد وبقي الأول على طلبه فلا حرج عليك أيضاً من إتمام الزواج به.

إلا أننا نؤكد عليك ونذكرك بوجوب تقوى الله تعالى وتجنب ما لا يحل للمرأة مع الرجل الأجنبي، من الخلوة به أو الحديث بما يجر إلى الفتنة، أو وضع شيء من الحجاب أمامه إلا فيما رخّص به الشرع، من نظر الخاطب للمخطوبة بالقدر الذي يدعوه للزواج بها، ومن ثم فإننا ننصحك بتجنب التعرف إلى الرجال، واستعيني بالبحث عن الزوج الصالح بالمحارم من أقاربك وكذا النساء، ولا بأس من عرض نفسك على من ترينه مناسباً للزواج إذا أمنت الفتنة، نسأل الله أن ييسّر لك أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً