الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من مريضة الصرع، هل تنصحون به؟

السؤال

أنا شاب مقدم على زواج قريبة لي - والله وحده يعلم مقدار الحب الذي أحبه لها-، ولكني صدمت بواقع أليم وهو أنها مريضة بالصرع شفاها الله وشفى جميع المسلمين... ومع هذا أصررت عليها رغم عدم اقتناع أبي بذلك ومحاولات أمي المتكرررة لتركها وأن أبعد التفكير عنها، ولكن والحمد لله لم أتنح عن أمري وتمت عملية الخطبة ( الحجز) وأبدت البنت موافقتها وحبها لي.

ولكن ما زالت كلمات والدي في أذني وخوفي الشديد من أن يقع أبنائي في مثل هذا المرض بسبب الوراثة.

هناك نقاط أريد توضيحها:
1-الفرق بيننا 3 سنوات فقط.
2-هل مرض الصرع له علاج أو مسكنات؟
3- ما هي نسبة انتقال المرض بالوراثة؟
4-هل الحب الذي يربطني بها سوف يتغير بعد الزواج؟

شاكر ومقدر لجميع الدكاترة والأساتذة وجميع من قام على هذا الموقع.




الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,وبعد

تحية للأخ السائل، بالنسبة لسؤاله عن موضوع الصرع فإنه مرض عصبي ينتج عن اضطرابات في الموجات الكهربائية للدماغ؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة مثل تشنجات عضلية أو ذهول أو فقدان للتركيز أو الوعي يصاحبها أحياناً قفدان التحكم الإرادي في عملية التبول وعض اللسان لفترات وجيزة تختلف من شخص إلى آخر ومن حالة إلى أخرى. وهذه النوبات التشنجية (الصرع) قد تأتي في فترات متقاربة أو متباعدة وأحياناً مرة واحدة فقط.

وهناك أنواع عديدة من الصرع تختلف بحسب المسبب وصورة الأعراض التي تظهر على المريض. كما يوجد الكثير من الأدوية الفعالة والتي تهدف أساساً إلى تقليل النشاط الكهربائي الزائد في الدماغ وبالتالي تخفيف أو التخلص التام من الأعراض وفي كثير من المرضى وبالاستمرار في تناول الدواء بانتظام لمدد تزيد عن السنتين وعند إنعدام حدوث نوبات تشنج أثناء استخدام العلاح طوال هذه الفترة فيمكن حينها وقف العلاج تدريجياً ونهائياً ولا تعود الأعراض بعد ذلك. وبالطبع هناك من يحتاج إلى علاج لفترات طويلة ولاستخدام أكثر من عقار واحد لإتمام التحكم التام في حالته.

إن تعرض الكثير من الأخوات لهذا المرض لا يعتبر سبباً وجيها لمنعهن من فرصة الزواج وتكوين أسرة والانجاب خصوصاً مع وجود أدوية ناجعة وقادرة على التحكم في المرض.
وأما بالنسبة لاحتمالية انتقال المرض للأبناء فإن نسبة حدوث ذلك تختلف من نوع إلى آخر من أنواع مرض الصرع ويصعب التكهن بذلك والحقائق الطبية تقول بأن هناك إحتمالية أن يصيب هذا المرض بعض أفراد العائلات التي فيها الصرع لكن كثيراً ممن يعانون من هذا المرض قد أنجبوا أطفالاً أصحاء تماماً.

وبعد هذه المقدمة فإنه يتوجب علي أن أقول إنه وقياساً على ما تبديه من درجة عالية من الوعي والإدراك فإن هذا يترجم بأخذك الحظ الأوفر من المسئولية بعد الزواج ؛ وذلك في وقوفك بجانب زوجتك وتفهمك لحالتها واستمراريتك في تقديم الدعم النفسي والمعنوي لها؛ وهذا في حد ذاته سيكون له دور كبير في رفع معنوياتها وعدم إحساسها بأنها مريضة وأن الناس قد تخلوا عنها بسبب مرضها والذي نرجوا أن ينتهي بعون الله سريعاً، وهذا النضج من جانبك سيكون له باذن الله عظيم الأثر في بناء شخصيتك كزوج مسؤول وناضج (ذو قوامة كاملة) ومحافظ على كيان الأسرة وعلى هذا الحب الكبير القائم بينكما والذي توج بالزواج مع مراعاة أن هناك فترات معينة تحتاج إلى استشارة الطبيب كقرار الحمل أو استخدام أنواع معينة من الأدوية أثناء الحمل والله يوفقكما لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ع الحق اسطاوالي

    اشكركم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً