الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لديه صور إباحية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أشكركم على هذا الموقع الفريد من نوعه والخدمات التي يقدمها من خلال هذا الباب.

سؤالي هو: بعدما تزوجت أنا وزوجي وجدت عنده صوراً إباحية جداً، طبعاً هذا من دون علمه أنني عرفت بهذا الشيء ما الذي يجب أن أفعله؟ هل أوجهه بالحقيقة، أم أسكت وأنسى الموضوع؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / نعمت .. حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

بداية يسرنا أن نشكرك أيضاً علي ثقتك بموقعنا، ونسأله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك وظن جميع المسلمين، وأن يوفقنا لتقديم المزيد من الخدمات في جميع الميادين، وأن يجعل أعمالنا وأعمالكم خالصة لوجهة الكريم. كما نسأله سبحانه أن يثبتك على الحق، وأن يوفقك لكل خير، وأن يرزقك الغيرة على دينه، وإن يحشرنا وإياك مع سيد المرسلين في الفردوس الأعلى.

وأما بخصوص سؤالك فإن الأمر يتوقف علي شخصية زوجك - وطبعاً أنت أعلم الناس به - فإن كان من النوع المتفاهـــم الذي يقبل النصح ويرجع إلى الحق إذا علمه، فالأولى أن تفاتحيــه في الموضوع بصراحة ووضوح، مع الحرص على عدم جرح مشاعره أو تأنيبه أو توبيخه، وإنما نصيحة من محب ومن مخلص يهمه أولاً صلاح واستقامة من يُحدّثه، وإذا كان غير ذلك فالأولى أن تستخدمي معه أسلوب التعريض بعد أن تقولي له: (ما رأيك في إنسان يحتفظ بشيء مما يغضب الله ورسوله؟) فيقول مثلاً (ماذا؟)، فتقولين له: (سمعتُ أن بعض الناس قد يحتفظ يبعض الصور المحرمة أو أشرطة الغناء أو الفيديو المخالف للشرع)، وطبعاً سيسألك عن الصور فتقولين له: (يعلم الله أن حرصي عليك هو السبب)، واشرحي له كيف وقعت الصور في يدك، وبيِّني له أن الدافع هو خوفك عليه، وحرصك على أن يكون أهلاً لرضا الله ورضوانه.

وإذا كان لا يقبل الكلام مطلقاً سيؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل أكبر وخلافات أسرية نظراً لحساسية بعض الرجال، فقولي: (اللهم إن هذا منكر لا يرضيك، وأنت تعلم ضعفي عن إنكار هذا المنكر، فاغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين).

ورجائي أن تعالجي الأمر في جميع الأمور بالرفق واللين، لأن الرفق ما كان في شيء إلَّا زانه، وما نزع من شيءٍ إلَّا شانه، لأن كثيراً من الرجال لا يتقبل النصح بسهولة، خاصة إذا كان ذلك من زوجته، وسماعه ولو عن طريق غير مباشر لتسجيلات تحث على الخوف من الله وتتكلم عن الجنة والنار، وتتكلم عن الترغيب والترهيب، لعلّ في ذلك العلاج إن شاء الله تعالى، لأن الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ، فمَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُفَارِقَ الدنيا، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

والله أسأل أن يشرح صدر زوجك لقبول الحق، وأن يعينه على التخلص من تلك الصور المحرمة، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً