الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعب النفسي لدرجة تمني الموت .. نظرة طبية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا فتاة في العشرين من العمر، أصلي والحمد لله، ولكن أشعر بالملل، اسمي منى، في الفرقة الثالثة في كلية التربية قسم إنجليزي، ولكني دائماً أشعر بالتعب ليس التعب الجسمي، ولكن التعب النفسي لدرجة أني أتمنى الموت، ولقد حاولت أن أنتحر أكثر من مرة.

أنا أتعالج عند دكتور نفساني منذ أربع سنوات، والدي متوفى منذ 9 سنوات، وأمي هي المسئولة عني أنا وأخواتي، دخلت مستشفى وقضيت فيه عشرة أيام تقريباً، وقال لي الطبيب المعالج أن عندي ثنائي القطبين، وهو يأتي بحالتين: حالة فرح شديدة أو العكس واكتئاب شديد، وكتب الطبيب لي أدوية، ولكني لا أريد آن آخذ هذه الأدوية.

كنت وأنا في الثانوية أحب المذاكرة أكثر شيء في حياتي، وكنت أذاكر حوالي 18 ساعة في اليوم، ولكن عندما دخلت الكلية لم أستطع التأقلم معها؛ لأنها كانت اختيار أختي الأكبر مني، فأصبحت لا أستطيع المذاكرة ولا حتى الكتابة، ودائماً الشيطان يوسوس لي بأني لا أصلي، مع أني أصلي، وعندما أصلي أشعر بضوء من يدي، ولكني لا أقرأ القرآن، وأنا ضعيفة الشخصية جداً جداً.
شكراً لكم.
والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا أعتقد أنك ضعيفة الشخصية، وممكن أن نتلمس ذلك من مقدرتك على التعبير فيما يخص الحالة التي تعانين منها، ولكن يظهر أنك تقللي من القيمة الذاتية لنفسك، وهذا في حد ذاته يتطلب المعالجة، وذلك بمحاولة التفكير الإيجابي والتأمل في مقدراتك، خاصة أنك بحمد الله في السنة الثالثة في الجامعة.
تمني الموت ليس من سمات المسلم، فرحمة الله واسعة، وأنت لديك أشياء عظيمة وجميلة تستحق أن تستمتعي بالحياة من أجلها، فأول ما أوصيك به هو السعي لتقوية الإيمان لديك وتدعيم النسيج الإيمان وذلك بحسن التواصل مع الآخرين والعمل على أن يكون هذا النسيج الاجتماعي فعالاً ومن النوع الصحي، فقد وجد أن هذا يساعد كثيراً في التخلص من الأفكار الانتحارية.

الاضطراب الوجداني ثناني القطبية هو حالة نفسية ذات منشأ عضوي أو بايولوجي وقد اكتشف العلماء بفضل الله تعالى الآن أن هنالك خللاً يحصل في بعض المواد الكيمائية في الدماغ وتعرف بإسم سيروتونين ودوبامين، ويؤدي اضطرابها إلى ظهور هذه الحالة، وعليه لا يمكن أن يصحح هذا الاضطراب البيولوجي إلا بما يقابله من تدخل بايولوجي، أي باستعمال الأدوية.

من أفضل الأدوية في هذا المكان هو ما يعرف بمثبتات المزاج، ومن نعم الله تعالى أنه يوجد عقار الآن يعرف باسم Depakine chorono، فقد غير هذا الدواء حياة مرضى الاضطرابات ثناني القطبية إلى حياة أفضل، وعليه أنصح لك وبشدة أن تبدأي في هذا العلاج، والجرعة هي 500 مليجرام صباحاً ومساء لمدة عام، ثم 500 مليجرام يومياً لمدة عامين وهذه ليست طويلة في عمر الزمن.

أرجو أن تملئي حياتك بالأمل والثقة والأخذ بالأسباب، أي تناول العلاج في هذه الحالة، وبإذن الله تعالى ستكون حياتك وصحتك النفسية في أحسن ما يكون.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية منى

    انا تعبانهه

  • قطر صفا

    انا تعبانة اكثر وحاسة اني اموت

  • ألمانيا rama220220@gmail.com

    جميع هذه العوامل النفسية لاجدوى من التكلم بها يكفينا تذكر >

  • العراق مريم

    السلام عليكم

  • الأردن حسن

    سلامتك صفا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً