الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس المرتبط بأداء الصلاة وكيفية علاجه

السؤال

لي ابن في الرابعة عشرة من العمر، تنتابه الوساوس أثناء الصلاة، وظهرت عليه مؤخراً ترديد الفاتحة وإعادتها، والصعوبة الشديد في قراءتها في الركعة الواحدة، مع الإكثار من سجود السهو، وقبل هذا كان يأتي بحركات بيديه أثناء الصلاة، مع العلم بأنه يحفظ شيئاً من القرآن، ويحب سير الصحابة بشغف.
هل هذا مس؟ وما العلاج ؟ أفيدوني أفادكم الله لأنه جسمانياً سليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم الذرية.

أرجو أن أفيدك بأن هذه الحالة علاجها بإذن الله سهل وميسور، وعلينا أن نساعده على تجاوز الحالة، وذلك بعدم إشعاره بقلقنا وشفقتنا عليه، والشيطان حريص على أن يفسد للإنسان صلاته بعد أن عجز عن صده عن الصلاة، ولكن من لطف هذه الشريعة أنها شرعت للمسلم سجود السهو إرغاماً للشيطان وجبراً للنقصان، وخير علاج للوسوسة هو إهمالها وعدم الالتفات إلى تشويش الشيطان.

وتحدث هذه الحالة لأسباب منها:
1- الحرص الشديد جداً على إتمام العمل والعبادة من غير نقص ولو كان قليلاً، وقد يكون في ذلك تكليف بما لا يطاق.
2- الخوف من العواقب المترتبة على عدم قبول الطاعة.
3-أخطاء في التربية ومشاكل قد يكون الطفل تعرض عليها.

وتكثر حالات الوسوسة في عبادة الصلاة لأهميتها والحرص الشديد على أدائها بأكمل الوجوه، وهذا دليل خير ونسأل الله أن يشغلنا بطاعته ويستخدمنا في الأمور التي ترضيه سبحانه.
ونوصي هذا الابن بضرورة الحرص على صلاة الجماعة لأن الإمام يحمل عن المأموم أشياء كثيرة، وصلاة الجماعة أقرب للقبول وأكثر في الثواب، وعليه إهمال هذه الوساوس، وعليه أن يعلم أن صلاته مقبولة بإذن الله.

وقد كان بعض السلف ينصرف في الصلاة التي يوسوس له الشيطان فيها وهو يردد سوف يقبلها الله رغماً عنك، وإذا عاند الإنسان هذا العدو ومضى في شأنه وانتظر القبول من الله فإن الشيطان ينصرف عنه، وعندها تنقطع الوساوس، مع ملاحظة أن الشيطان يتحول من مسألة إلى غيرها عندما تسد عليه السبل، ونبشر هذا الأخ أنه سوف يكون في جهاد وصلاة، كما قال ابن القيم رحمه الله عليه.

والله تبارك وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها وإلا بما أتاها، ونحن مأمورون بطاعة الله وتقواه حسب استطاعتنا قال تعالى: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ))[التغابن:16]، وهذا طبعاً في جانب المأمورات خلافاً للمنهيات فلابد من تركها بالكلية.

ولابد للوالدين من مساعدته على تجاوز هذه الحالة، وذلك بما يلي:

1- عدم الحديث عن هذه الحالة كثيراً في حضرته وغيابه كذلك.
2- الاتفاق مع داعية أو إمام مسجد على تناول موضوع الوسوسة وذكر تيسير الفقهاء على من أصيب بهذه الوساوس، وذاك قبس من هذه الشريعة العظيمة التي رفعت الحرج.
3- شكر هذا الابن ومدحه على هذا الحرص، والدعاء له ودعاء الوالدين أقرب للإجابة.
4- نوصي الجميع بأن نقبل على الصلاة بقلب خاشع يرتبط بالله، مع الاهتمام بصلاة الجماعة والحرص على الذهاب للصلاة قبل وقتها والانشغال بذكر الله والخير والقرآن، وعندها يكون الإنسان بعيد عن الشيطان وينتقل من طاعة إلى مثلها.
5- إتيان الصلاة بسكينة ووقار.
6- إبعاد الشواغل قبل المجيء للصلاة، فإن حضر العَشاء والعِشاء بدأنا بالطعام، ونحرص على تلبية حاجات النفس، والتخلص من الأذى فلا يصلي أحدنا وهو يدافع الأخبثين، البول والغائط.
7- التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، مع ضرورة استحضار عظمة الله وحقارة هذا العدو، وأن كيد الشيطان كان ضعيفاً.
ونسأل الله التوفيق السداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً