الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستخارة في الزواج ودلالة الرؤى في ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت منذ سنة ونصف باستخارة حول خطبتي لفتاة، لم أر شيئاً في المنام وقتها، أعدت الاستخارة طوال سبعة أيام لكن دون جدوى، تركت الأمر، وتواصلت علاقتي بالفتاة واقتربت عائلتانا من بعضهما البعض لكني كلما أردت التقدم لخطبتها جاءت مشكلة لتؤخر الأمر.
منذ فترة علمت أنه لا تجب الرؤيا في الاستخارة، وتذكرت أنني خلال أيام الاستخارة أفقت يوماً وأحسست أنني يجب أن أبتعد عن هذه الفتاة، فهل كانت هذه الإجابة على الاستخارة، أم علي أن أعيد الاستخارة حتى تأتيني الرؤيا؟
وكيف علي أن أتصرف إذن وقد زادت البنت تعلقاً بي،وأصبحت تبني أحلامها علي؟
وإني أخاف حقاً أن يحصل لها ضرر جسدي أو نفسي إن تركتها الآن؟

أرجو منكم الإجابة، إني حائر فعلاً.
جزاكم الله خيراً وجعلكم مع الشهداء والصديقين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأسأله تبارك وتعالى أن يرزقنا جميعاً السداد والرشاد وبعد،،

فإنه ليس من شروط الاستخارة أن يرى الإنسان شيئاً، وإنما هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير وفق الهدي الذي علمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم بأن يركع الإنسان ركعتين من غير الفريضة ويدعو الدعاء المأثور (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك ...)، وفي الاستخارة آداب عظيمة وتوكل على الله، وتفويض للأمر إليه سبحانه، وما ندم من استخار ولا خاب من استشار، وتأمل الختام العظيم لدعاء الاستخارة، (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)، فقد ينال الإنسان خيراً ولكن يحرم الرضا به والسعادة، كما أنه يحال بينه وبين الشر، ولكن يظل القلب متعلق به، وعلى كل حال فالمطلوب هو التوجه إلى الله، ثم مشاورة الناصحين الصلحاء، واجعل الدين هو المقياس، فاظفر بذات الدين ترتب يداك.

وأحذرك من التردد، وأرجو أن تسارع بجعل هذا الرباط شرعياً، فلا تجوز أي علاقات بعيدة عن ضوابط الشريعة، ونحن ندفع ثمن كل مخالفة لآداب هذا الدين وكل معصية لها شؤمها وآثارها الخطير.

والإنسان قد تواجهه صعوبات في الحياة بسبب المعاصي، فالعبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه. وقال تعالى: (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ))[الشورى:30] وهل للفتاة ذنب في هذه العقبات التي تعترض طريقك؟
وإذا كانت هذه الفتاة صالحة ومناسبة فأنصحك بإكمال المشوار بسرعة، والاستغفار عن كل ممارسة خاطئة من خلال التوسع في العلاقات، وابدأ حياتك بالطاعة لله، واعلم أن توافق الأسرتين مما يعينكما بعد توفيق الله على حياة أسرية راسخة.

وسوف تتضرر هذه الفتاة في حالة تخليك عنها، والإنسان لا يرضى لأخته مثل هذا الموقف فكيف يرضاه للأخريات، والمسلم يحب لإخوانه ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكرهه لنفسه وأهله كذلك.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً