الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بثانية من أجل إعفافها.. بين الإيجابيات والسلبيات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌ جامعي أبلغ من العمر 29سنة، متزوج من إحدى قريباتي منذ ثلاث سنوات تقريباً، ونحن منسجمان ولله الحمد والمنة، ولكني أريد أن أتزوج من قريبة لي أخرى بنية إعفافها، حيث أنها تبلغ من العمر حوالي 28سنة ولم تتزوج حتى الآن، ولكن هناك عدة عقبات:

من ناحية أهل الفتاة (وهم أثرياء) أظن أنهم سيعترضون على أنني متزوج فقط وليس على شخصي، وفي حالة القبول بي أخشى من المن علي من قبلهم (بتزويجي ابنتهم بالرغم من عدم التكافؤ في الثروة).

من ناحيتي أتوقع اتهامي من بعض الناس بالطمع في الثروة حيث أنني أعيش على مرتبي.

أتوقع معارضة أهلي وأهل زوجتي الحالية.

سؤالي هذا جاء بعد استخارتي لله ودراستي الموضوع بعمق .

كما أن لي استفساراً:
هل هناك أقراص كمبيوتر في المكتبات للفتاوى والاستشارات في موقعكم؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الكريم/ ياسر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

نسأل الله العظيم أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى وبعد:

فشكراً لك على هذه المشاعر الطيبة تجاه تلك الفتاة، ولا مانع من الناحية الشرعية من الزواج بالزوجة الثانية، وخير رجال هذه الأمة أكثرهم نساءً، وقد باحت الشريعة هذا الأمر فقال تعالى: ((فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ))[النساء:3]، واشترطت العدل فقال تعالى: ((فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً))[النساء:3].

ولكني لاحظت أن الزوجة الأولى قريبتك وكذلك التي ترغب الزواج منها، وهذا أمرٌ علينا أن نلاحظه حتى لا يتسبب هذا الزواج في قطيعة الرحم، والهجران بين أسر الفتاتين، أما إذا كانت القرابة بعيدة فلا بأس بذلك.

وكلام الناس لا ينتهي ولن يسلم من الخلق أحدٌ، فما عليك بعد أن استخرت الله إلا أن تستشير، فإذا عزمت فتوكل على الله، وإذا كانت الفتاة مقتنعة وراضية بك فهذا هو المطلوب، وليس للرجل أن يأخذ من أموال زوجته إلا ما طابت به نفسها، ومهما كانت الزوجة غنية فإن نفقتها على زوجها بالمعروف، وإذا كانت نيتك صادقة فلن يضرك اتهام الناس لك.

وأرجو أن تمهد لهذا الأمر وتحسن عرضه على أسرتك وتبيِّن لهم أنك لن تقصر تجاههم ولن تظلم زوجتك وسوف تؤدي لها حقوقها كاملة؛ لأن عدم العدل بين الزوجات ظلم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

فلا تترد وتذكر أن الزواج مسئولية ورباط مقدس سماه القرآن بالميثاق الغليظ، وقد قال خير الرجال عليه صلاة الله وسلامه: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي).

أما بالنسبة لسؤالك الثاني عن وجود سيديهات خاصة بالشبكة تباع في المكتبات، فلا يوجد إنما يوجد سيديهات توزع بالمجان عن الشبكة وفيها مقتطفات من الفتاوى والمقالات والتسجيلات وغيرها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً