الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أغير من تفكيري نحو الموت واليوم الآخر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد بدأت أشعر بتغير كبير في نفسي لم أكن أعرفه من قبل، فمثلاً عندما أكون في درس إسلامي، أجلس فيأخذني التفكير في الموت؛ فأشعر بأنني الآن سوف أموت، ويأتيني ضيق في التنفس، ودوخة، حتى إنني لا أستطيع أن أتمالك نفسي، وأشعر بأنني لا أسيطر على نفسي، ثم يبدأ قلبي بالنبض الشديد، وأشعر بسخونة في جسدي، والآن أصبح هذا الشعور لا يفارقني لحظة، حتى إذا تكلمت مع أحد الإخوة، وذكرنا الدار الآخرة والموت، بدأت أشعر أنني بالفعل هناك!

هذ التفكير وهذا الشعور النفسي قد أدى إلى حدوث خلل في أمور عقيدتي، وبالأخص عن الموت والدار الآخرة، وقد أصبت بالاكتئاب، حتى إنه من تصرفاتي الغريبة التي حدثت لي، بدأت أشعر بأنني ممسوس، ولا أشعر بالارتياح مع بعض الوساوس التي تطاردني.

أرجو منكم إن كان هناك أدوية أن تخبروني بها؛ لأنني تحطمت، ففي المدارس كنت من الطلبة المتفوقين ولله الحمد، وأصبحت الآن من الراسبين! قد تغير حالي، وتغيرت نفسيتي، وإلى الله الشكوي، وإليه المشتكى!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على رسالتك، ونسأل الله تعالى لك ولنا الثبات على عقيدتنا الإسلامية السمحة.

أخي: مثل هذه المشاعر التي تنتابك ما هي إلا نوع من القلق النفسي يعرف بالرهاب، ومن أهم خصائصه نوبات من التغير المفاجئ، والقلق في الكيان النفسي، مع شعور بدنو الأجل، هذه الحالة يمكن أن تعالج تماماً، وقد فسرها العلماء بأنها تحدث نتيجة لخلل في إفراز مادة في المخ تعرف باسم السريتونين، وبفضل من الله تعالى أصبح يوجد الآن أنواع عديدة من الأدوية لعلاج هذه الحالة.

الأدوية التي أريدك أن تبدأ بها هي :Xanax زاناكس، وجرعته هي ربع ملجرام صباحاً ومساء لمدة أسبوع، ثم ربع ملجرام مساء فقط لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عنه، حيث أن الإنسان إذا استمر أكثر من ذلك على هذا الدواء ربما يؤدي ذلك إلى نوع من التعود، والدواء الآخر والأكثر أهمية بالنسبة لك يعرف باسم زيروكسات Seroxat، وتبدأ الجرعة بنصف حبة (10 مليجرامات ليلاً بعد الأكل) لمدة أسبوع، ثم ترفع هذه الجرعة إلى حبة كاملة لمدة أسبوعين، ثم إلى حبة ونصف في اليوم لمدة شهر، بعدها ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، وتستمر على هذا المنوال لمدة ثلاثة أشهر، ثم تبدأ بتخفيض العلاج بواقع نصف حبة كل أسبوعين.

هذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة، وبجانب العلاج الدوائي أرجو أن تمارس رياضة المشي، وكذلك تمارين الاسترخاء، والتي توجد عدة أنواع من الأشرطة بالمكتبات توضح كيفية القيام بها، كما أؤكد لك - يا أخي – أن مثل هذه الابتلاءات البسيطة لا تدل على ضعف الشخصية، أو قلة في الإيمان بإذن الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً