الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتور العلاقة بين المدرسة وطالبتها بعد غياب المدرسة وانتقالها

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، مشكلتي أنني أحببت معلمة لا تدرسني، وكنت أراها دوماً في المدرسة، وتعلقت بها كثيراً، واعتبرتها مثل أختي، وكنت أتصل بها يومياً، وهي أيضاً تتصل بي يومياً، وعندما انتقلت إلى مدرسةٍ أخرى تغيرت علي كثيراً، ولا أعرف ماذا أفعل!! إني أبكي دوماً، وأنا أقرأ القرآن دوماً، وأصلي كثيراً، ولكن دون جدوى.

أرجوكم ساعدوني!!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أخت سارة! حفظك الله ورعاك! يجب أن تتعلمي أسلوب حسن الظن بالآخرين، فلا يمكن أن نحكم على شخص مباشرة دون أن نعرف ظروفه أو دون أن نتبين من أمره، فحسن الظن من الأخلاق الحميدة في الإسلام.

لابد أن تكون لدينا النظرة الإيجابية في كل أمورنا، ونقدمها على النظرة السلبية، والإنسان الذي يسيء الظن بالآخرين هو الذي يتضايق، فمعلمتك التي كانت تسلم عليك، وتجلس معك، وتبوح لك بأسرارها، وتعاملك مثل أختها، ربما مرت عليها ظروف قد لا تعلمينها أنت، شغلتها عن الاتصال بك، وهنا تبدأ إساءة الظن بالغير، ويبدأ الشيطان ووساوسه يعمل لينغص معيشة الإنسان ويكرههم في الآخرين؛ مما يؤدي إلى حزن الشخص يوماً أو يومين أو حتى أكثر، ولكن هنا - أختي سارة - يجب أن تقدمي حسن الظن منذ البداية، ربما أنها مشغولة، ربما عندها كذا وكذا شغلها عني، وحاولي أن تقدمي لها الأعذار قبل إساءة الظن، ولهذا أمرنا الله تبارك وتعالى أن نجتنب الظن، فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ))[الحجرات:12] فهذا الاجتناب لأجل راحتنا، إذن نحن الذين نطمئن إذا أحسنا الظن بالآخرين!
فحاولي أنت المبادرة لزيارتها، والسؤال عنها، ولا تنتظري منها أن تسأل عنك مادمت المحبة والأخوة في الله تعالى موجودة بينكما، ولا تعاملي الناس بمثل ما يعاملونك به، وإن شاء الله تعالى سترحب بك، وربما تكونين لها قدوة في المعاملة مع الغير.
وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً