الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة بين الحضور والانتساب في الدراسة

السؤال

السلام عليكم
في البداية أود أن أهنئكم على الموقع الرائع.

أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي -أي آخر عام دراسي لي- فكرت في أن أدرس هذا العام انتسابا، بعد أن تدهور مستواي الدراسي العام الماضي.

أنا أعلم سبب تدهور مستواي، وهو صديقاتي في الصف، فلقد اهتممت بعلاقتي بهم أكثر من الدروس، وفكرت لو درست الثانوية العامة انتسابا، فسوف أحصل على درجات أعلى، بالذات أنني أحتاجها لدخول الجامعة التي أريدها.

استشرت من حولي ولكنهم لم يفيدوني، فمنهم من شجع الفكرة، ومنهم من خوفني وقال لي بأنني لن أفلح، علماً بأنني في القسم العلمي (علوم طبيعية)، ويوجد الكثير من المواد التي أحتاج فيها لشرح المدرسين، أخاف أن أحصل على علامات متدنية فأندم على الانتساب، وأخاف أيضاً من العكس.

أتمنى أن تفيدوني، فلم يبق سوى أقل من شهر على بداية الدراسة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

ابنتي الفاضلة/ إسراء حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يكتب لك النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة، وأن يرزقك السداد والرشاد، وأن يحفظك ويوفقك للخير!

إن العلم لا ينال إلا بالتعب، والمطالب العالية لا تنال بالتمني ولكن لابد – بعد توفيق الله – من الاجتهاد واتخاذ الأسباب، والبعد عن المعاصي والمخالفات، وقد أحسن من قال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي

لا شك أن الدراسة عن طريق الانتساب مفيدة للطالبة - إذا كانت تعيد السنة الدراسية - لأنها سوف تختبر في نفس المواد التي شرحت لها من قبل، كما أن الدراسة النظامية تفيد الطالبة التي تدرس لأول مرة، والطالبة المنتسبة تستطيع الاستفادة القصوى من وقتها؛ لأنها سوف تبتعد عن الصديقات والمجاملات، وتستطيع أن توفر لنفسها أوقاتا كثيرة كانت تضيع في مجالس الأنس والذهاب والإياب، ويمكنك التعرف على صديقات جدد من أهل الاجتهاد في الدراسة، والحرص على الخير؛ حتى يساعدنك في فهم الأشياء الصعبة بشرط أن يكون ذلك في حدود ضيقة.

نحن من جانبنا نشجع فكرة الانتساب، ونوصيك بتقوى الله وطاعته، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والاستفادة من أوقات أول النهار، والتوجه إلى الله بالدعاء، وخاصة في الأوقات الفاضلة، وأرجو أن تفوزي برضا الوالدين ودعائهما الصالح، ولك منا أطيب المنى!

ونسأل الله لك التوفيق والنجاح!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً