الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة الشخص الذي يتعامل مع فئات الناس بعكس ما يستحقون

السؤال

أنا أعاني من مشكلة اجتماعية، وهي أنني أكون أكثر خدمة وتعاوناً مع الأشخاص الذين أكتشف لاحقاً أنهم يكذبون علي، ويستغلونني، بينما الأشخاص الذين يصدقون معي، ويحبونني، تكون الأقدار أنني أسيء التعامل معهم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.

الأخ الكريم/ حفظه الله!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أخي السائل، حفظك الله ورعاك! أعلم أن المسلم يبحث عن رضى الله ومحبته، وأن يحقق الخيرية في نفسه، ويكون من خير الناس أو خيرهم، وذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أحسنهم خلقاً)، ولا يكون حسن الخلق لكي يكسب مصلحة، إنما يفعل ذلك؛ ليكسب رضى الله تعالى، وهنا تستمر الأخلاق الحسنة، سواء رضي الناس، أم لم يرضوا، تحسنت العلاقة، أم لم تتحسن، كسب الود، أم لم يكسب، والمؤمن يألف ويؤلف، كما قال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس).

فيكون الحرص على إكرام الناس باعتبارهم أسوياء، والسوي من الناس إذا أكرمته عرف المعروف، والشاذ من يتمرد، كما قال الشاعر:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

فيكون الحرص على إكرام الناس باعتبارهم أسوياء، أما الشواذ فإنهم يعالجون معالجة فردية خاصة، وحاول أن تميز بين الحسن والقبيح، وبين ما هو ضار وما هو نافع لك!.

ومادمت قد صنفت الصديق من العدو؛ فحاول أن تبعد عنك المفسدين، وتقرب منك المصلحين الذين تجني من ورائهم الفائدة، ولا يخدعونك، ولا يضرونك، والإنسان - أخي الفاضل - بطبعه يحب أشياء، ويكره أشياء، وهنا يحتاج منك إلى فن التعامل مع الناس.

القضايا التي يكرهها الناس هي :

1- النصيحة في العلن: يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام غيرهم، ولكن إذا أخذ الرجل جانبا، ونصح على انفراد، فذلك أدعى للقبول.

2- لا يحبون أن تقال لهم الأوامر مباشرة: أفعل كذا، لا تفعل كذا، ولكن لو قدم له الأمر بطريقة ألطف، فإن ذلك أدعى للقبول.

3- لا يحبون من يركز على السلبيات دون الحسنات، وينظر إلى عيوبهم، فمن كان فضله أكثر من نقصه، ذهب نقصه لفضله.

4- يكرهون من لاينسى زلاتهم، ولا يزال يذكر بها، ويمن على من عفا عنه، ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة.

5- حاول ألا تعامل الناس باستعلاء وباحتقار مهما كان هذا الإنسان، فالتواضع هنا واجب.

6- لا تتسرع في التوبيخ والتأنيب في غير محل التأنيب، ومن دون سؤال، أو استفسار، وقد يكتشف بعد السؤال والاستفسار أن هناك اجتهادا صحيحا.

أما القضايا التي يحبها الناس فهي :

1- يحبون الإنسان الذي يهتم بهم، والذي يهتم بماذا يفكرون، والذي يشغل بالهم، وحينما يتحدثون، ينصت لحديثهم، وينظر إليهم.

2- يحبون من يقدرهم ويحترمهم ولايحقرهم.

3- يحبون من يفتح لهم المجال لتحقيق ذواتهم، ولاتكون لديه مزايا مهملة.

4- يحبون الشكر والتشجيع؛ لأن ذلك طبع في البشر، من لم يشكر الناس، لم يشكر الله.

5- يحبون من يصحح أخطاءهم، لكن دون جرح مشاعرهم.

6- يحبون من يناديهم بأحب الأسماء إليهم، وهذا له أثر عند الناس.

ومن المهم - أخي الفاضل - أن يتم التدريب على هذه القضايا تدريبا عمليا جادا؛ لكي تمارس، وتتحول عندك إلى مهارات اجتماعية عملية.

وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً