الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الرهاب المتعدد الجوانب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أشعر بمخاوف كثيرة ومتعددة، مثل الخوف من أن أفقد عقلي، أو الخوف من الموت مع شعور بخفقان ورعشة، وغالباً خوف بدون أي سبب، ولا أدري مم أخاف! يزداد أثناء الصلاة حيث لا أقدر على مغادرة المكان متى شئت، وأشعر بخوف وقلق في التجمعات، كما أنني لا أحب الخروج من المنزل والاختلاط.

أتناول (الزيروكسات) حبة يومياً، و(أندرال) منذ ثلاث سنوات، وشعرت بتحسن بحدود 60% إلى 70 %، وفي آخر مرة راجعت فيها طبيبي فوجئت أنه انتقل، والتقيت بطبيب آخر زاد على العلاج علاجاً اسمه (ديباكين 200 ملغ) حبتين يومياً.

1- أود معرفة الحالة بالضبط: هل هي قلق أم رهاب أم اكتئاب؟ هل هي حالة عصبية أم ذهانية؟
2 - هل الديباكين جيد لحالتي ( مع الزيروكسات والأندرال )؟ وهل الديباكين للحالات الذهانية؟
3 - بعد ثلاث سنوات ألا يمكنني التوقف عن العلاج، أم أن وجود 30 إلى 40% من المرض والأعراض يمنع ذلك، ويتسبب بالانتكاسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من وصفتك لحالتك يتضح في الغالب أنك تعاني من مخاوف ورهاب متعدد الجوانب، وهذا غير مستغرب، حيث إن 40% من مرضى المخاوف تكون مخاوفهم من النوع المتعدد.

بالنسبة للعلاج الدوائي ما زال (الزيروكسات) يُعتبر هو العلاج الأفضل، ولكن الأبحاث العلمية تُشير أن الإنسان ربما يحتاج إلى جرعة 40-60% مليجراماً في اليوم (حبتين إلى ثلاث)، وعلى ضوء ذلك ربما تكون أنت في حاجة لأن ترفع الجرعة العلاجية.

(الإندرال) ليس علاجاً أساسياً بالنسبة للمخاوف، ولكن يُعرف عنه أنه يدعّم العلاجات الرئيسية، حيث إنه يُقلل من سرعة خفقان القلب، والذي ربما يكون مُفزعاً في بعض الحالات.

أما بالنسبة للديباكين فهذا العلاج في الأصل يُستعمل لعلاج الصرع، ولكن خلال السنوات الأخيرة اتضح أيضاً أنه علاج مُفيد لضبط المزاج أو لتعديل المزاج، وضبطه للأشخاص الذين تنتابهم نوبات من الاكتئاب، تعقبها نوباتٌ من الانشراح المفرط (ما يعرف بالهوس)، وهو لا يُعتبر من الأدوية الرئيسة لعلاج المخاوف، وذلك مع احترامي الشديد لطبيبك، ولكن ربما يكون تلمّس أنك متقلب المزاج بعض الشيء، وفي هذه الحالة يكون الديباكين علاجاً صحيحاً.

أخي! مدة العلاج تتفاوت من إنسان إلى إنسان، ولا نستطيع أن نُعطي وقتاً دقيقاً لذلك، ولكن معظم مرضى المخاوف يحتاجون من سنة إلى ثلاث سنوات، وربما يكون بعضهم أكثر من ذلك، وعلى العموم تُعتبر الجرعة الوقائية -والتي تُعطى بعد التحسن الكامل- هي في الغالب أصغر بكثير من جرعات العلاج.

من الأشياء التي سوف تدعّم تحسنك يا أخي عدم إغفال أو إهمال الجانب السلوكي، بمعنى أن تقوم بتحليل كل مخاوفك، وتكتبها في ورقة، وتبدأ في مواجهتها، ابتداءً بأقل المخاوف، وانتقالاً إلى المخاوف الأكثر شدة، هذه المواجهة وهذا التدرج يُعتبر علاجاً أساسياً، وهو المانع الرئيس للانتكاسة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً