الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع المرأة التي تخرج من بيتها دون إذن زوجها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا شاب مصري مقيم بالكويت للعمل، نزلت إجازة تزوجت فيها، طبعاً أنا أحب أهلي ولا أريد البعد عنهم، علماً بأنه بعد زواجي بفترة قليلة جداً بدأت المشاكل من أمها ومنها لعدم رغبتها بالنزول إلى بيت العائلة، علماً بأني لي شقة في المنزل نفسه في الدور الثاني، وزوجتي تبلغ أمها وأخواتها عن كل شيء يحدث بيننا وفي البيت بأكمله، وتدعي دائماً المرض لكيلا تنزل إلى الدور الأول مع أمي وامرأة أخي وأخواتي، وبدأت المشاكل.

وهي عندما أطلب منها أي شيء تريد أن تناقدني فيه، وأنا لا أطلب منها غير المعقول: أن تنزل مع والدتي وزوجة أخي لكي تكون مثلها وتعمل معهم يداً بيد، وأنا أعيش في بيت متواضع بقرية.

عملت معها كل شيء: بالسياسة، الهجر، بكل شيء، لكن لا يوجد فائدة! وبعد سفري إلى العمل بالكويت علمت أنها كل يوم تذهب بدون إذن أي أحد من البيت إلى بيت أهلها، فسألتها فقالت: نعم أذهب! علماً بأنني قلت لها قبل السفر: اذهبي لكن كل أسبوع يوماً، وإن كان أي مريض أو أي شيء اذهبي واعرفي ما بالبيت، ولكن لا فائدة! فقلت لها: إن ذهبت لا ترجعي مرة ثانية! فقالت لي: أنا ذاهبة، فذهبت.

بالنسبة لكل شيء أقوله لها أو تعلمه بالبيت أو يحصل يصل إلى أهلها فأعلمتها أن هذا الشيء خطأ وأنا لا أحب ذلك، فاستمرت على ذلك بدون اهتمام! نبهتها أكثر من مرة ولا فائدة، وبعد ذهابها سمعت كلاماً كثيراً عن أسرار البيت منها ومن أهلها يطلع إلى الناس، ويتحرف كثيراً بغير ما يحصل!

بصراحة أنا الآن لا أريد أن ترجع مرة أخرى إلي، ولا أرغب بها نهائياً، وأخاف الله أن أظلمها في هذه الخطوة، وأشكركم على حسن سماعي وأتمنى أن تردوا علي في الرسالة هذه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الوهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق، وأن يجمع شملكما على الخير، اللهم آمين.

اطلعت على رسالتك يا ولدي، ونرحب بك أولاً على موقعك الشبكة الإسلامية، ونتمنى أن نوفق في مشاركتك الحل.

أولاً: أنتما في بداية حياتكما الزوجية، وما زالت الأحلام والطموحات التي كانت تُسيطر على تفكيركما في فترة العزوبة تُسيطر عليكما الآن، في حين أن واقع الحياة الزوجية الذي يعشيه الزوجان يختلف عمّا كان في تصورهما قبل الزواج، هذه حقيقة أرجو أن نعيها جيداً.

ثانياً: كلاكما متعلقٌ بأهله؛ لأن الواحد عاش حياته كلها بين أكناف أسرته، فيصعب الانفصال مرةً أخرى، ولهذا ذكرت أنت في بداية رسالتك بأنك تحب أهلك، وهي كذلك تحب أهلها، وهذا الحب يجعل الواحد متعلق بأهله، بل يفضل الأهل على الزوج في هذه المرحلة الأولى.

ولهذا يجب أن يتجاوز الزوجان هذه الفترة الأولى من حياتهما بالصبر، فأنت تصبر عليها وهي تصبر عليك، وهذا هو العلاج الأول، فالمطلوب منك إذن الصبر وحسن التعامل.

والآن ولأنها مع أهلها أرى أن تذهب إليهم، لأنك أنت القائل لها: إن ذهبتِ فلا ترجعي، فهي لا ترجع إلا بطلبك، فأرى أن تذهب إليها وتطلبها من أهلها، وتبيّن لهم شكواك منها، وتطلب عودتها للبيت، وأن تبدأ بالإحسان إليها وتعطيها هدية مثلاً، وبعد وصولها البيت تفتح معها صفحة جديدة بحسن التعامل والمودة، وشيئاً فشيئاً سترتبط بك أكثر من أهلها، ولا تنزعج يا ولدي على عدم حبها لأسرتك وزيارتهم، فهذا أيضاً شيء مؤقت، ولأنها جديدة وغريبة عليهم، فاتركها في هذه الفترة الأولى، وبعد أن يرزقكما الله الذرية ستتغير أحوالها.

من الأفضل بعد حضورها أن تقوم أمك وزوجة أخيك بزيارتها في شقتها، فهذه ستكون رسول محبة بينهن.
ابني! إن ديننا هو دين الحب والمودة والصفح، لا سيما في الحياة الزوجية التي تقوم على المودة والمحبة، وأرجو بعد عودتها أن تطرح عليها مفهوم الحياة الزوجية بأنها كلها أسرار، لا ينبغي أن تخرج أسرارها لغيركما، وتفهمها بأنك لا تريد غيرها شريكاً، وأنك اخترتها زوجةً، وشيئاً من هذه المعاني، حتى تطمئن إلى حبك لها، وإن شاء الله سترى النتائج إيجابية.

وفقكم الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً