الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع طفلي الغيور والعصبي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

عندي ابن عمره 3 سنوات، غيور جداً وعصبي بعض الشيء، ولا يترك أي شخص يلبي له حاجاته غيري ووالده أحياناً، أنا الآن حامل ولا أدري كيف سأتعامل معه بعد ولادة الجنين؟ ولا أدري كيف أجعله يتقبل مساعدة الآخرين كجديه وعماته؟ مع العلم أننا نعيش كلنا في بيت واحد، انصحوني كيف أكون عادلة بينه وبين المولود القادم؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فدوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.

فإن غالب الناس يعطون الابن الأكبر جرعات زائدة من العطف والحنان والدلال لكونه المولود الأول، والفرح يكون به عظيماً، ولكن هذا الأسلوب يتحول بعد ذلك إلى مشكلة، ولكن العلاج ميسور بحول الله وقوته.

وأرجو أن تحاولي من الآن تعويد هذا الطفل أن يعيش مع الآخرين، مثل الجيران والعمات، وأرجو أن يقدموا له بعض الأشياء التي يحبها، وأن يتدرجوا في التعامل معه فلا يقتربوا منه دفعة واحدة حتى لا يزداد نفوراً.

ولاشك أنه سوف يبدأ في النفور والابتعاد عنك عندما يخرج المولود الجديد، وخاصة في الأيام الأولى التي أرجو أن يمنح فيها جرعات زائدة من العطف والحنان، حتى لا يكره الطفل الجديد؛ لأنه قد يشعر أنه سحب من البساط، وحاولوا دائماً الثناء عليه جهراً، وعدم مدح الطفل الجديد، وشراء أشياء جميلة له عند تجهيز ثياب وأمتعة المولود.

وأرجو أن تشجعيه على حب أخيه، ونخبره بأن الطفل المولود يحبك وسوف يشاركك اللعب لأنك أخوه الأكبر، ونحن نخطئ حين نسارع إلى حمل الطفل إذا بكى؛ لأن هذا يربيه على ضيق الصدر، ويعوده استعمال سلاح الدموع لإرغامنا على تلبية رغباته، والأم الناجحة تعرف سبب بكاء الطفل ثم تتعامل معه بناءاً على ذلك؛ لأن الطفل قد يبكي؛ لأنه جائع أو لعدم اعتدال الجو أو لأنه يحتاج إلى من ينظفه، وقد يكون مريضاً، وربما كان البكاء نوعا من الدلال وهنا يكون من مصلحته أن نتركه يبكي حتى لا يتعود العصبية وحتى يتخلص من الفضلات المخاطية المؤذية وبعض الأبخرة الضارة في رأسه، وقد أشار لهذه الفوائد ولغيرها ابن القيم رحمة الله عليه، وتوصل الطب الحديث إلى ذلك الآن.

ونحن نخطئ حين نعود الطفل أشياء كثيرة ثم نحاول حرمانه منها دون أن يصاحب ذلك تربية لعقله ومداركه وتعويده الاعتماد على نفسه، وهناك أشياء تدفع الطفل إلى العصبية:-

1- عدم الاتفاق على منهج موحد في التوجيه، فهذا يشدد وآخر يتساهل.
2- المقارنات السالبة بينه وبين أطفال الأهل والجيران.
3- عصبية أحد الأبوين أو الأهل.
4- عدم التوازن في التربية العاطفية.
5- الأخطاء في ممارسة العقوبة مثل:
(أ) عقوبته دون معرفة الخطأ الذي يعاقب لأجله.
(ب) عدم التدرج في العقوبة.
(ج ) استخدام الألفاظ الجارحة أثناء العقوبة.
6-الإحساس بالظلم.
7- النقص في أوقات النوم والراحة.
8- المشاكل الأسرية أمام سمع الأطفال وأبصارهم.
والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً