الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب المزاج أحادي القطب .. العلاج الدوائي والاجتماعي

السؤال

السلام عليكم

سؤالي عن والدتي، سيدة بعمر 49 سنة، تعرضت قبل عدة سنوات لظروف صعبة، وضغوط سببت لها الحالة التي شخصها الطبيب على أنها اضطراب مزاج أحادي القطب، وهو الهوس، حيث لا يرافقه ـ ولله الحمد ـ اكتئاب.

تتصف النوبة بمزاج عال وكثرة الكلام وتزاحم الأفكار، تنتهي حال إقناعها بأخذ الدواء والخلود إلى النوم عدة ساعات.

قد تعرضت لهذه النوبة نحو ست مرات خلال العشر سنين الماضية، وكان العلاج دائماً المواظبة على بعض الأدوية لمدة شهرين تقريباً، وقد وصف لها الطبيب أملاح الليثيوم يومياً، وبعد عدة سنوات من الاستعمال أوقفها.

والدتي ذات شخصية حريصة، ومثالية مفرطة في الحنان والرعاية، تتولى ـ خاصة في ظروف سفر والدي ـ همومنا وهموم الحياة بشكل قد يكون أكبر من طاقتها، كثرة الضغط والإرهاق تسبب لها تكرار هذه النوبة.

لا نعتقد بوجود عامل وراثي في المشكلة لكنها تنجم دائماً عن سبب وهو تزاحم صعوبات الحياة ومشاكلها والضغوط النفسية في وقت معين، ووالدتي تعود إلى طبيعتها العادية وحياتها الطبيعية بعد مرور النوبة.

سؤالي حول التعامل مع الوضع: هل هذا شيء مزمن ولا أمل في علاجه أم أن تجنب المشاكل والضغوط قد يكون كافياً لتفادي تكرار الأزمة مستقبلاً؟

نفسي تتألم لرؤيتها في هذا الحال، وأرجو أن أعرف منكم طريقة تفادي المشكلة قبل حدوثها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ M حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: هذا النوع من المرض يتم علاجه الآن بصورةٍ فعالة، وذلك بفضل من الله تعالى.

ثانياً: الظروف الحياتية الغير مواتية، والضغوط النفسية، لا تُسبب هذا المرض، ولكن ربما تُساعد في استمراريته، والشيء الأرجح هو أن والدتك أصلاً لديها الاستعداد لهذا المرض، وينتج هذا الاستعداد إما من البناء النفسي للشخصية، أو البناء الكيميائي للموصلات العصبية بالمخ، أو نتيجةً للإرث والذي هو منتفي في حالة والدتك، علماً بأننا قطعاً لا نعرف إن كان أحد الجدود السابقين قد أصيب بهذا المرض أم لا، حيث إن هذا المرض يمكن أن لا يظهر في جيل أو جيلين، ثم يظهر بعد ذلك في الجيل الثالث.

أرجو أن تكون المعاملة معاملة عادية، وأن تتجنب الوالدة الضغوطات بقدر المستطاع، كما أنها يجب أن لا تعامل معاملة إنسان معاق، حيث أنها حقيقةً غير معاقة، وفوق ذلك كله لابد أن تتناول الأدوية المثبتة للمزاج، وأملاح الليثيوم لا بأس بها، ولكن الدواء الأفضل والأنجع الآن هو العقار الذي يُعرف باسم دباكين كرونو (Depakine chrono) والجرعة هي ألف إلى ألفين مليجرام ليلاً، والدواء الآخر الذي يثبت المزاج أيضاً هو تجرتول ( Tegratol)، وجرعته هي 200 مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، ولكن الدواء المفضل هو الدباكين، أرجو أن تستمر على هذه الجرعة الوقائية، وإن شاء الله سوف تتبدل حياتها وصحتها النفسية إلى الأحسن.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً