الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الزوجة السفر مع زوجها

السؤال

السلام عليكم.
أنا شاب متزوج من بنت عمي، وعندي بنت (سنتان)، وبعد ظروف الحياة الصعبة التي واجهتني من بداية زواجي ـ وكنت مقيماً في مصر ـ اقترحت أن نسافر، حاولت في دول الخليج دون فائدة، لم يكن أمامي إلا أن أرضى باقتراحها أن نذهب إلى العراق حيث يقيم أهلها، وعمي ـ أي والدها ـ متوفى الذي هو أصلاً طلبني للزواج منها سابقاً قبل أن ينتقل إلى رحمة الله، ووافقت للذهاب بناء على وعود من أهلها بأنهم سوف يوفرون لي عملاً.

وعندما ذهبت تغير كل شيء عن بكرة أبيه، وأمها الآمر الناهي، لم أتحمل الإهانة وسافرت وحاولت أن أقنعها أن تأتي معي دون فائدة، وقلت لها قد يطول سفري فلم تسمعني وقالت: بعد ستة شهور سوف آتي، والآن أصبح لها 8 شهور ولا تريد أن تأتي، وحتى بنتي تحرمني من رؤيتها من خلال الصور، وأصبحت إنساناً آخر، وطلبت الطلاق إن لم أحضر، وأنا خائف من تصرفات أهلها معي إن ذهبت: كأن يجبروني على شيء.

وأترجاها مراراً أن ترجع دون فائدة، وأقول لها: أنت عاصية، كل ما تريده أن أبعث لها المال فقط، وأقول: أبعث لك المال عندما تكونين معي، فترفض، والأمور تزداد سوءاً، وليس لها فرصة سوى شهر لتأتي لأن إقامة البلد ستنتهي، ويعلم الله أني عاملتها خلال عامي الزواج بما أمر الله، وأحبها وأحب ابنتي كثيراً مع إساءتها لي.

وللأسف أهلها غير متفاهمين نهائياً، ووضح لي أن أمها وراء كل التغير الذي أصابها، فما حكم الدين في هذه الحالة؟ وهل تستطيع تطليق نفسها إن أرادت؟ وما هو الحل؟ أليس ممكناً أن يحل هذا الموضوع للخير؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المظلوم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اطلعت على رسالتك أخي، وما تعيشه من مشكلة مع زوجتك وأهلها، ومحاولاتك الكثيرة لأن تعيشا كزوجين، وعدم توفيقك في ذلك، وأقول لك أخي: أمامك الآن طريق الحل، وهو أن تذهب إليها في العراق، وتخوفك من تصرفات أهلها وإجبارك على شيء لا تستطيعه هذا تخوف لا مبرر له، فأنت رجل ولك قرارك وعقلك، فلا أحد يجبرك على شيء لا تريده، فاذهب وسافر إليها، واحمل معك هدايا للأسرة كلها، وإن لم تستطع فحاول ولو بالاستدانة، فالهدية رسول سلام ومحبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا)، وادخل عليهم من غير تردد في دارهم، وقابلهم ببشاشة ومحبة، ولو تفتعل هذا الشعور، وكأن أمراً لم يحصل، بل أرى أن تخبرها بمقدمك، وأنك ستأتي وستفعل ما تتفقان عليه، وعندما تصلهم اختلي بزوجتك، واقض معها ليلتك على الفراش، فكل ذلك رسول سلام ومحبة، ثم اجلسا سوياً، وأكد لها حبك، وناقشها بهدوء وود لتكشف السر في عدم فراق أهلها، فإن كانت تريد مساعدتهم، فأكد لها أنك ستبحث لها عن عمل، وليكن دخلها لأهلها، لأنهم أهلها، ومساعدتها لهم مساعدة منك لها، وإن كان لها سببٌ آخر فلك أن تناقشها، وتبين لها عدم إمكانية بقائك معهم، وحتمية سفرك، وأن حياتكما لا تستقيم مع فراقكما، فحاول مناقشتها بهدوء وحل مشكلتها بموضوعية، فإن اقتنعت فاجتمعا سوياً لتقنعا أمها، ولو توسط أحداً من الأسرة لهذا الأمر، فلا شيء مستحيل، ولا تستعجل، بل كرر هذه المحاولة بعد أن ترجع مرةً أخرى، فالفراق له أثر عليها، مما يجعلها ترجع عن رأيها، ولا تلجأ للطلاق فهو آخر الحل.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً