الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفضل عمل أمارسه بعد رجوعي إلى بلدي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أطرح عليكم مشكلتي، وإن شاء الله تساعدونني في إيجاد حل، أنا شاب مغترب أفكر في العودة إلى بلدي في أسرع وقت ممكن بإذن الله، أعاني من عدم الاستقرار في التفكير بخصوص المستقبل، فمرة أفكر بأني وبعد عودتي إلى أرض الوطن إن شاء الله أبدأ في الانخراط في العمل السياسي وغيره المرتبط بالدولة، وذلك لمحاولة تغيير أشياء سلبية كثيرة في بلدي، ومحاولة نفع الناس ورفع الظلم عنهم من بعض المتسلطين، وأيضاً حبي للعمل السياسي والعسكري.

ومرة أفكر بأن أعود وأعمل عملاً حراً، تجارة أو غيرها من الأعمال الحرة، وأنا محتار لدرجة كبيرة، فماذا أفعل؟ أرجو تقديم النصيحة في أسرع وقت ممكن، ولكم جزيل الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ عبدالكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يحفظك وأن يسدد خطاك، وأن يبلغك منازل رضاه، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.

مرحباً بشبابنا العائد للمشاركة في بناء وطننا الإسلامي، وإنما تبنى الأوطان بسواعد أبنائها، وليت شبابنا يعجل بالعودة إلى دياره؛ ليحفظ دينه، ويحمي نفسه من موجة الشهوات العاتية التي تجتاح بلاد الكفر، فإننا نخشى عليهم من الذوبان في مجتمعات الكفر والخسران.

ولا يخفى على أمثالك المصالح المترتبة على عمل الأخيار في الوظائف العامة، وذلك لشدة حاجة الناس إلى من يخلص في خدمتهم، ويحفظ أموالهم، ويكون أميناً على أموالهم، فالوظيفة العامة تحتاج للحفيظ العليم القوي الأمين، فإذا كنت من هؤلاء فتقدم للوظيفة العامة، وتذكر أنها أمانة، وأنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها، ولا يخفى عليك منزلة الإمام العادل، وبركة العدل على البلاد والعباد.

وأمتنا تحتاج إلى من يسوسها بالصدق، ويحكم فيها بالعدل، ويعلي راية الدين والفضل، وتحتاج إلى الرجل الذي إذا كان في القوم وليس أميرهم بدا وكأنه أميرهم؛ لاهتمامه بشئونهم، وحرصه على خدمتهم، وإذا كان في القوم وهو أميرهم ظهر وكأنه واحد منهم في تواضعه ورفقه وشفقته، وهذا قبس من كلام الفاروق إمام العادلين بعد أنبياء الله المرسلين.

ولا مانع من العمل التجاري، ولكن المصلحة أكبر في الوظائف العامة؛ لأن فيها حرصاً على حقوق الضعفاء، ولا شك أن وجودك بين أهلك، وصلتك لرحمك ومشاركتك في بناء وتقدم بلدك هو الخير، والإنسان المسلم كالغيث حيثما وقع نفع.

ونسأل الله أن ينفع بك بلاده والعباد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً