الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الآثار الجانبية لإبر منع الحمل؟

السؤال

أستعمل الإبر كل ثلاثة أشهر منذ خمس سنوات، وأريد أن أعرف مساوئها، حيث إن طبيبتي تؤكد أنها آمنة، لكني أعاني من سمنة وعصبية دائمة، وقد أخبرتني صديقة لي تعمل في شركة دواء بأن لها ضرراً، وتصر أن أتوقف عنها، وميعاد الإبرة في هذا الشهر، ولا أعرف هل أستمر أم لا؟

فانصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان الباز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن لكل وسيلة منع حمل حسناتها ومساوئها، ولا يوجد طريقة طبية آمنة 100%، وعندما نقول: (طريقة آمنة) فهذا أمر نسبي، أي نسبة إلى غيرها، لذلك وعند اختيار الطريقة دوماً يجب أن يتم شرح هذه الأمور للسيدة فتشارك في قرار الاختيار المناسب لها.

وبالنسبة للإبرة التي تعطى كل ثلاثة أشهر فهي كما أن لها حسناتها فأيضاً لها مساوئها، ومن حسناتها أنها لا تؤخذ يومياً بل تعطى كل ثلاثة أشهر، وأنها تحتوي على هرمون البروجسترون فقط والذي هو هرمون آمن على بطانة الرحم، فيقلل احتمالية الإصابة بأورام الرحم وعنق الرحم الغير سليمة (وهذا أمر مؤكد)، كما أنها لا تؤدي إلى تغير في عوامل التخثر، بمعنى أن نسبة حدوث الجلطات معها قليل بإذن الله.

ومن المحاسن أنها تقلل نسبة الالتهابات النسائية والحوضية وتقلل نزيف الدورة، وتقلل احتمالية حدوث البطانة الرحمية الهاجرة، وأمور أخرى قد لا يتسع المجال لذكرها كلها هنا.

ولكن وبنفس الوقت لها أعراض جانبية أو مساوئ - قد تحدث عند السيدة وقد لا تحدث -، وأكثرها هي أنها تسبب عدم انتظام في نزول الدم وخاصة في السنة الأولى من الاستخدام، كما أنها فعلاً تؤدي إلى زيادة الوزن وكذلك إلى تغيرات في المزاج مثل العصبية والاكتئاب، وبالطبع كما قلت ليس عند الجميع.

كما أن الدراسات تضاربت على تأثيرها في نسيج الثدي، فمعروف أنها تؤدي إلى احتقان بالثدي، وبعض الدراسات الطبية تقول بأنها قد تزيد في نسبة حدوث أورام غير سليمة فيه، بينما دراسات أخرى أظهرت بأنها سليمة على الثدي ولا تؤدي إلى أي أورام، وكل هذا أمر محتمل ولكنه غير مؤكد حتى الآن.

وكذلك بالنسبة لهشاشة العظام فبعض الدراسات تقول بأنها قد تؤدي إلى بعض الهشاشة في العظام وبعضها ينفي ذلك، وعلى كل وبالنسبة للهشاشة فإن حدثت فالملاحظ بأنها مؤقتة وخلال فترة الاستعمال فقط وتعود العظام طبيعية بعد إيقاف الإبرة.

ومن تأثيراتها السيئة أن بعض الدراسات - وليس كلها - تقول بأنها تزيد من نسبة الشحوم الضارة في الدم وتقلل من الشحوم الجيدة (وهذا أمر محتمل ولكن غير مؤكد للآن أيضا).

أما بالنسبة للضغط والسكر فتبين سلامتها تماماً وعدم تأثيرها، وهي لا تسبب العقم على الإطلاق بعد إيقافها، ولكن قد يتأخر حدوث الحمل لبضعة أشهر لا تتجاوز تسعة أشهر لحين استعادة المبيض لنشاطه.

وما ننصح به عادة بأن الإبرة سليمة الاستخدام عند من ليس لديها قصة عائلية للإصابة بسرطان الثدي ومن ليس لديها ارتفاع في شحوم الدم ولا تعاني من أمراض كبدية.

وعند إعطائها من الجيد أن تجري السيدة كل سنة مثلاً بعض التحاليل والصور، وهي: تحاليل شحوم الدم، السكر، قياس الضغط، تصوير الثدي الظليل، مسحة خلايا عنق الرحم، وهي توصيات وقائية مفيدة.

هذه بعض فوائد ومضار الإبرة المحتملة - وأقول المحتملة وليست المؤكدة -، ويبقى الخيار والقرار لك، وأتمنى لك دوام الصحة والعافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً