الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يعمل وصار عالة على أبي، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة منذ 7 سنوات، لدي طفلتان، وزوجي لا يعمل أبداً، ولا يبحث عن عمل أبداً، ونحن نعيش في منزل والدي، وهو الذي يصرف علينا.

علماً بأنه لدي إخوة وأخوات يصرف عليهم أبي أيضاً، وأما زوجي فيقضي وقته في مشاهدة الأفلام، وفي تصفح الانترنت أو النوم والجلوس في الشارع، وهو لا يهتم بنا إطلاقاً، وعندما أطلب منه الخروج للعمل تحدث المشاكل ويغضب، ومر على هذا الحال 7 سنوات.

خلال هذه الفترة عمل لعام واحد فقط، وتم فصله من العمل لكسله.

أنا أرغب في الطلاق منه، لعدم إنفاقه علي وعلى البنات، وأخاف أن يطالب بأخذ البنات مني، وهو يعاني من مرض الوسواس القهري، وغير ملتزم بالصلاة، ويكذب كثيراً، ويغضب بصورة مخيفة، وأهله لا فائدة منهم، لأني شكوت لهم ابنهم أكثر من مرة لكن لم أجد حلاً أبداً، وهو لا يخجل أبداً، فهو يطلب أن يأكل ويشرب، مع أنه لا يأتي بشيء إلى المنزل.

أبي تحدث إليه كثيراً في هذا الشأن، لكن دون جدوى، فهو في رأيي عديم الإحساس، ولا كرامة ولا عزة نفس لديه.

فكرت فى الطلاق مرات كثيرة، ولكني كنت أتراجع لأنه كما وعدني بأنه سيتغير، ويبحث عن عمل، ويصبح ملتزماً، لكنه لا يفعل، فهو اتكالي جداً، وله 3 من الإخوة الذكور يعملون، ويجتهدون، ومنهم متزوجون، ولديهم أطفال، وهم ملتزمون جداً على عكسه تماماً.

لا أدري ماذا أفعل! هو لا يستمع إلا لرأيه فقط، ولا يقبل النصيحة، وأكثر ما يثير غضبي عدم التزامه بالصلاة، فهو لا يصلي إلا نادراً جداً، فقط صلاة الجمعة، حتى إنه يصوم من دون صلاة، وأخاف أن يؤثر ذلك على البنات، لأني -والحمد لله- أصلي، ومتحجبة، وأخاف الله كثيراً.

أشكر لكم سعيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحباً بك -أيتها الأخت- في موقعك استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك تألمك بسبب تقصير زوجك في فرائض الله تعالى عليه، ونسأل الله تعالى أن يهديه ويرده إليه رداً جميلاً، ويشفيه مما هو فيه.

لا شك أنك قد صبرت كثيراً على هذا الأسى الذي تعيشينه، وليس عليك لوم إذا فكرت في طلب الطلاق، وهو بلا شك جائز لك في هذه الحال، ولكن لأننا لا ندري ما هي الخطوات التي قد اتبعتها في إقناع هذا الزوج بمحاولة التداوي، فإذا كان الأمل لا يزال قائماً بإمكان إصلاحه، فالصبر عليه حتى يتسنى له ذلك خير من الفراق.

أما إذا استمر على هذه الحال وأردت الطلاق فذلك لك -كما قلنا- وأنت أحق بالحضانة للبنات إذا لم تتزوجي، فإذا تزوجت انتقلت الحضانة إلى أمك، وليس له حق في حضانة البنات والحالة هذه، ثم مرضه وحالته مانعان من استحقاقه للحضانة، هذا من حيث ما نعلمه من حكم الشريعة، لكن هل المحكمة الشرعية في بلدك تعمل بهذا أو لا؟ هذا أمر يحتاج أن تتثبتي منه من خلال سؤال القاضي في المحكمة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً