الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من احمرار دائم بالوجه سواء تعرضت للشمس أم لا، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شابٌ أبلغ من العمر 19سنة، أعاني من التهابٍ واحمرار دائم بالوجه، سواء تعرضت للشمس أم لم أتعرض، فما العمل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن كلمة (وجه أحمر) لها دلالاتها في الطب، ولها شرح يمكن أن يطول، ولكن نبدأ بما هو أقرب لحالك، كي نفصل في الموضوع حسب ما يتيسر، وباختصار:

الاحتمال الأول لما تعاني منه هو التهاب جلد ضيائي سببه التعرض للشمس، وعلاجه بالوقاية من الشمس، وباستعمال الكريمات المانعة للحساسية، مثل الكورتيزونات الموضعية المناسبة للوجه تحت إشراف طبيب، ونرشح الهايدرو كورتيزون 1% كريم مرتين يومياً لمدة أسبوع، أو إلى أن يتحسن بشكلٍ ملحوظ، ثم الإقلال من عدد المرات أسبوعياً حسب الحاجة، أو استعمال بدائل الكورتيزونات مثل التاكروليماس والبيماكروليماس، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أيضا.

ولكن يجب إجراء فحص عام ولو كان عند طبيب عام؛ وذلك للاطمئنان على أن أجهزة البدن كلها على ما يرام -أي يجب أن يراك أحد أهل الاختصاص في الصحة، كما وأن هناك بعض التحاليل المخبرية الأساسية والتي يجب أن تُجرى أيضاً من باب الاطمئنان العام، وبعدها يتم الحكم على الموضوع، ومن هذه التحاليل: (CBC- LFT- KFT-ANA Anti DNA –VMA in the urin-FBS-serum ) ثم إجراء فحص قلب؛ للتأكد من عدم وجود تضيق تاجي، ولو أنه احتمال قليل ونتركه للأخير.

وبعد الفحص والتحاليل إن كان كل ما ذكرناه ضمن الحدود الطبيعية، فألف مبروك، وليس هنالك ما تقلق عليه سوى الشكل، وذلك أمرٌ آخر لا يستحق القلق من أجله، ولكن في حال كون أي مما ذكرنا فيه نتائج غير طبيعية - لا قدر الله - فعندها تعالج، وكل موجود يعالج بسببه وعلاجه.

ومن باب التفصيل والاحتمالات فقط وليس اليقين أن يكون ما تشكو منه هو أحد الأمور التالية:

- إما عائلياً بوجود أو عدم وجود أفراد آخرين في الأسرة.

- أو يكون للعامل الضيائي أو الشمسي دور في ذلك، عندها نتجنب الشمس، ويمكن معرفة ذلك من زيادة الاندفاعات صيفا ونقصها أو اختفائها شتاءً، ومن تناسبها مع شدة ومدة التعرض للأشعة الشمسية.

- وقد تكون الذئبة الحمامية التي قد تتظاهر ابتداء باحمرار الوجه، ثم تبدأ القشور (تحليل ANA).

- وقد يكون هناك تضيق تاجي (صمام القلب التاجي ) وهو موصوف بأن صاحبه يبدو متورد الخدين ( فحص القلب) وقد ذكرنا أعلاه أن ذلك احتمال قليل.

- وقد يكون نوع من احمرار الدم (بولي سايثيميا ) تظهره الـ (CBC).

- أو يكون الكارسينويد (تحليل VMA in the urin).

- وأقرب من كل ذلك، التهاب الجلد الدهني، أو كما يقال القشرة في المواضع الدهنية، ولكن ذلك يصاحب بقشور وحكة، ويتحسن بالاستحمام، وعلاجه بالشامبو نيزورال مرتين أسبوعياً لغسل الوجه والرأس معاً، وإتباع ذلك بالكريم الكورتيزوني.

ومن باب الاستزادة يمكن مراجعة التهاب جلد دهني على الرأس في الاستشارة رقم (257483) مع بعض الإضافات في الاستشارة رقم (276137) كما ننصح بقراءة الاستشارة عن التهاب الجلد الضيائي وتأثير الشمس الحارق في الاستشارة رقم (18594) مع بعض التفاصيل الإضافية في الاستشارة رقم (298412) التي تناقش نفس الموضوع.

كما ننصح بالواقيات من الشمس بأي من أشكالها التالية:

- الواقيات من الشمس تقيم بما يسمى (SPF) وهو معامل الوقاية من الشمس، ويفضل أن يكون 15 فما فوق، ومنها ما هو البسيط والرخيص والمتوفر مثل أكسيد الزنك، ومنها ما هو الأغلى من ذلك مثل (سيباميد سن كير) أو (أوول دي لويس ويدمر) أو(مينيسول أكتيف روك).

- يجب الانتباه إلى أن الواقيات من الشمس يجب أن تكون واقية من كلا النوعين للأشعة فوق البنفسجية (A & B).

- يفضل اختيار اللباس الواقي من الأشعة الشمسية، واللباس يشمل الغترة أو غطاء الرأس، ويفضل أن يغطي الجوانب، ولكن عند التعرض المديد يجب تغطية ما يمكن من الوجه.

ختاماً: راجع الطبيب، وقم بإجراء التحاليل والفحوص إن نصحك بذلك، وصحح الموجودات غير الطبيعية، أو استمتع بها إن كانت طبيعية، واشكر الله قبلا وبعدا، وألف سلامة يا علي، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً