الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب الصداع التوتري؟

السؤال

السلام عليكم...

منذ سنتين قمت بإزالة شامة صغيرة من رقبتي بواسطة الجراحة، ومن وقتها وأنا أحس بأن جسمي تغيّر، بداية بدأ يأتيني صداع في مؤخر الرأس، بعدها أحس بدوخة وثقل في الرأس، وأتوتر جداً عندما أسمع أخباراً سيئة، لم أكن هكذا، عملت صورة لرأسي وكانت سليمة، فأرجو مساعدتي، ما تشخيصكم لحالتي؟ وماذا عليّ أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنت قمت بإزالة هذه الشامة الصغيرة، ويعرف أن الكثير من الناس الآن تأتيهم مشاغل كثيرة جداً حول صحتهم، هنالك التخوف من الأمراض الخطيرة، هنالك التخوف من السرطانات، ويعرف أن هذه الشامات الصغيرة والنتوءات الجلدية في حالات نادرة ربما تحدث فيها تغيرات غير حميدة، والتخوف هذا تخوف موجود، أنا لا أعرف هل اطلعت على شيء من هذا القبيل، أو أنك أزلت هذه الشامة فقط من أجل الناحية التجميلية، أم أزلتها خوفاً من أن لا تحدث لها تغيرات سرطانية.

عموماً أياً كان تفكيرك حين إزالة هذه الشامة، الذي أراه أنه قد حصل لك نوع من التخوف والتأثير الداخلي، وبدأت هذه التأثيرات النفسية والتخوفات النفسية حول صحتك تؤدي إلى المزيد من التوتر، وهذا التوتر يظهر في انقباضات عضلية، فالصداع في مؤخر الرأس ما هو إلا انقباض عضلي ناتج من انقباض في النفس أو توتر في النفس، وكذلك الدوخة وثقل الرأس، وأنت ذكرت أنه يأتيك التوتر حين سماع أخبار سيئة، فإذن الأمر كله قائم على المخاوف، وأنا لا أحب أن أستعمل كلمة التوهم المرضي، ولكن الناس تخاف على صحتها الآن بصورة قد تكون مزعجة جداً، وأنا أرى أن هذا أمر غير مرفوض، ولكن في ذات الوقت الإنسان يجب أن يكون متوكلا على الله تعالى، وأن يفهم أن الله خير حافظ، وأن يتخذ التحوطات الصحية، فأنت مثلاً قمت بإزالة هذه الشامة، وهذه خطوة ممتازة، إذن قطعت الطريق على أي نوع من التغيرات غير الحميدة التي قد تحدث في هذه الشامة.

أيتها الفاضلة الكريمة! أرجو أن لا تتخوفي، ولا توسوسي، ولا تقلقي حول صحتك، وأنصحك أن لا تترددي على الأطباء كثيراً، يمكنك مثلاً أن تقومي بإجراء فحص دوري عند طبيب الأسرة مرة واحدة كل ستة أشهر؛ وذلك للاطمئنان على الضغط، ومستوى السكر، ووظائف الكبد والكلى، وهذا يطمئنك كثيراً، ويبعد عنك هذا النوع من القلق.

إذن التشخيص هو أنك قد أصبت بقلق المخاوف، وهذا النوع من القلق منتشر - كما ذكرت لك - وأعتقد أن الشرح الذي أوردناه لك سابقاً سوف يساعدك كثيراً، بجانب ذلك أريدك أيضاً أن تتناولي دواء بسيطاً جداً مضاداً للقلق وللمخاوف، الدواء متوفر في فلسطين، ويعرف باسم فافرين، واسمه العلمي هو فلوفكسين، أرجو أن تتناوليه بجرعة بسيطة وهي 50ملجرام يومياً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله، فهذا يعطيك بعض الثقة إن شاء الله، ويزيل عنك هذا التوتر وهذه المخاوف، والدواء سليم وغير إدماني وغير تعودي.

بجانب ذلك أرجوك أن تستفيدي من وقتك بصورة فعالة، وأن تكثري من الأنشطة الاجتماعية، والانضمام لحلقات القرآن والتحفيظ، فهي تعطي الإنسان دافعية إيجابية جداً، وإذا استطعت أن تمارسي أي نوع من الرياضة، كرياضة المشي، هذا أيضاً فيه خير كثير لك.

وأشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً