الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية اختيار التخصص

السؤال

أرغب في دراسة الجامعة، ولكن المجال الذي أرغب في دراسته لم أطلع على أي من كتبه، مع العلم أنني قرأت كثيراً عن كيفية استخدام الكمبيوتر والإنترنت، وكتب الفقه والسيرة والحديث والاقتصاد والسياسة، وقليل من كتب التاريخ والجغرافيا، ودراستي في الأصل في المجال العلمي، وتركت مقاعد الدراسة منذ عام 1986 بعد امتحانات الشهادة الثانوية.

أرجو مساعدتي في الاختيار المناسب، مع العلم أنني أرغب في دراسة الطب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فايزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن ميل الإنسان إلى تخصص معين، عامل هام جداً في نجاحه فيه، وإذا استعان الإنسان بربه وملك الإرادة وبذل أسباب النجاح ثم توكل على الكريم الفتاح، فإن الأبواب تفتح بين يديه، فاستعيني بالله ولا تعجزي، وتذكري أن المرء لا يولد عالماً، ولكن العلم بالتعلم، وليس لطلب العلم عمر محدد، بل لقد وجد في السلف من بدأ الطلب في وقت متأخر، كابن القاسم من أصحاب مالك رحمة الله عليهم أجمعين، وكذلك سلطان العلماء العز بن عبد السلام، وقد وصل هؤلاء إلى أعلى الرتب.

والعلم ينفع للكبير وللصغير مع الفارق، غير أن بعضهم يرى أن الكبير يستطيع الطلب ولا يشوش عليه إلا طلب المعاش، والصغير لا يحمل هم المعاش، ولا يخفى عليك أن المسألة تحتاج إلى اجتهاد، ولكل مجتهد نصيب، وقد أحسن من قال:

وما نيل المطالب بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء

وطلب العلم عندنا عبادة، ومذاكرة العلم تسبيح، والسهر والسفر في أصله جهاد، وبذل العلم صدقة، ولا يزال المرء عالماً ما طلب العلم، فإن ظن أنه علم فقد جهل، والطلب من المهد إلى اللحد والمحبرة إلى المقبرة، والعقلاء يطلبون العلم قبل أن يسودوا، بل وبعد أن يسودوا، وطلب العلم أفضل من كل نافلة.

والمسلمة تبدأ بما تصحح به عقيدتها وعبادتها وتعاملها، ثم تنطلق في طلب ما شاءت من العلوم، وطلب العلم أفضل من كل نافلة، وهنيئاً لمن طلب العلم لوجه الله ثم لنفع البلاد والعباد.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً