الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخلص من علة المخاوف المركبة عن طريق التمارين الرياضية والعقاقير الطبية

السؤال

أصابني أرق -يا دكتور- واستمر معي لمدة سنتين؛ مما أثّر عليَّ في وظيفتي وأدى لترك الوظيفة، ثم اعتدل النوم، وحصل لي أثناء الأرق وساوس وأوهام كانت على أشكال، منها: نوبات هلع أني سأموت، ووساوس في عدة أمراض أخرى، منها القلب، وأمراض أخرى، وحدث لي أيضاً الخوف من السفر، والخوف من المستقبل.
وشكراً لك يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:

فكما تفضلت وذكرت أنك قد أصبت بعلة المخاوف المركبة، ونعني بذلك أن الخوف قد أتاك مع التوتر وذلك الوسواس، ونتج عن كل ذلك شيء من عسر المزاج، والمخاوف التي تعاني منها هي مخاوف بسيطة وشائعة جداً ومتشابكة، كما تلاحظ.
أشخص حالتك في المقام الأول بأنها حالة قلقية، وحتى اضطراب النوم الذي كنت تعاني منه ربما يكون القلق هو المساهم الأول في ذلك الاضطراب، وبعد أن تحسن النوم لديك تلون القلق وتشكل بألوان وأشكال أخرى، أي ظهر في شكل مخاوف واشتدت لديك الوساوس، فالذي أراه أن حالتك بسيطة، ومهم جداً أن تعرف من الناحية التشخيصية هذه الحقيقة.
ثانياً: القلق والمخاوف والوساوس تعالج دائماً بالتجاهل وبالاستبصار عن حقيقتها، وأن تسأل نفسك لماذا أخاف؟ ولماذا أهاب الوساوس؟ ويجب أن أحقره، ويجب أن أبني فكراً جديداً.
ثالثاً: حاول أن تقطع الروابط التي تثير الوساوس، كل ما يثير هذه الوساوس ويكون عاملاً في نشأتها، حاول أن تتخلص منه.
رابعاً: عليك بالتفكير الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة جيدة.
خامساً: عليك أيضاً بتغيير نمط الحياة، والاجتهاد في التواصل الاجتماعي، وسوف يكون مفيداً لنفسك ولغيرك.
وسيكون من الأصلح لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، خاصة المخاوف المتعلقة بالسفر، وأفضل دواء في هذه الحالة هو العقار الذي يعرف باسم زولفت Zoloft ويسمى تجارياً باسم لسترال Lustral وعلمياً يسمى سيرترالين Sertraline والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بحبة واحدة في اليوم، تناولها في المساء، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين، وبعد ذلك ارفعها إلى حبتين في اليوم، ويمكنك أن تتناوله كجرعة واحدة مساء أو تقسمها إلى جزئين، تتناول حبة في الصباح وحبة في المساء، وهذه الجرعة تحتاج أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفّض الجرعة إلى حبة واحدة مساء لمدة شهرين، ثم إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف تناول الدواء.
أخي الكريم! سيكون من الجيد إذا دربت نفسك على تمارين الاسترخاء، وهذه يمكنك تطبيقها من خلال الحصول على كتيب أو شريط أو (سي دي) من أحد المكتبات الكبرى، أو اللجوء إلى أحد المواقع على الإنترنت، تمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جداً للقضاء على القلق والتوتر، وكذلك المخاوف.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً