الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية استدراك ما بقي من الوقت لتحقيق نتائج إيجابية في الامتحانات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

أنا طالبة جامعية في كلية الكيمياء سنة ثالثة، في السنوات السابقة كنت أدرس منذ بداية العام وحتى نهايته، ولكن أتفاجأ بأن الدرجات التي حصلت عليها أدنى مما توقعت، وأدنى من مستوى دراستي، فمعدلي في السنوات السابقة 75%، وكنت أظن أنه يفوق الـ84 % ؛ لأني كنت في مرحلتي الابتدائية والإعدادية والثانوية من المتفوقات والأوائل على مدرستي، لكنني مذ دخلت الجامعة أصبح منصب التفوق لغيري، وتضايقت كثيراً من هذا الوضع.

أما في هذه السنة الدراسية، فقد اتخذت اللامبالاة لي منهجاً، فعزفت عن الدراسة، وأصبحت أتبع سياسة (التطنيش) واليوم استيقظ بشعور الندم والحسرة على الأيام التي أضعتها بعدم مبالاتي، وأردت أن أدرس، ولكن وجدت أمامي آلاف الصفحات.

أنا فعلاً محطمة، ولا أدري من أين أبدأ! والامتحانات في (16- 1- 2011) أرجو أن تساعدوني وأن تجدوا حلاً لمشكلاتي، وأجوبة لأسئلتي:

- لماذا أدرس كثيراً وحين يأتي الحصاد والنتائج أتفاجأ بدرجاتي وأجدها أدنى من توقعاتي؟!

- كيف أدرس دراسة مثالية أحصد منها درجات متفوقة؟

- ماذا أفعل والامتحانات قد اقتربت؟ وأنا لا أعرف شيئاً عن هذه الصفحات التي سأمتحن بها سوى القليل؟

- ما هو الدعاء الذي أدعي به؟

انصحوني وساعدوني، وادعوا لي بالتوفيق، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح.

نحن نشكر لك علو همتك وطموحك بأن تنالي المرتبة العليا في دراستك، ولكن نتمنى أن تعملي جادة لتحققي هذه الأمنية، وشيء جميل -أيتها الأخت- ما شعرت به من استيقاظ الشعور بالندم والحسرة على الأيام التي مضت دون إنجاز، وهذا يدل أيضاً على علو الهمة في الانتفاع بالوقت والعمر، فينبغي أن تستغلي هذا الشعور ليكون دافعاً لك للعمل والإنتاج، وليس سبباً في الإحباط واليأس، فسابقي الوقت، وسارعي في استغلاله على الوجه الأمثل، وستجدين نفسك مع مرور الوقت تصلين إلى ما تنشدين من الكمال.

وقد جربت أيتها الكريمة أن اللامبالاة لا تجنين من ورائها شيئاً، وأن الإهمال والتضييع والتسويف ليس إلا بوّابات للخسران وضياع الأعمار فيما لا يفيد، ومن ثم فينبغي أن تشمري عن ساعد الجد، وتبدئي في استغلال عمرك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، ولا تيأسي من فوات شيء من الزمن، فإن المسلم ينبغي أن يكون طامعاً دائماً في تحصيل النتائج الحسنة، وإن كان يظن أن الزمن لا يواتيه ولا يساعده على ذلك، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم درساً بليغاً في هذا المعنى حينما قال لنا: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل)، وهذا فيه أبلغ تدريس وتعليم لنا بأن لا نستهين بالجزء اليسير من الزمن، بأن نغرس فيه شيئاً وننتفع فيه بشيء، وإن كنا نظن أن ذلك لن يفيد.

نحن ندعوك أيتها الكريمة إلى استغلال ما بقي لك من الوقت بقدر الاستطاعة، وبذل أقصى ما تستطيعين من الجهد، وستجدين النتائج المرضية إن شاء الله تعالى.

وننصحك أيتها الكريمة بالآتي:

أولاً: حسن التنظيم للوقت، بحيث تستطيعين الإلمام بالمادة العلمية من جميع جوانبها، وتطردي عن نفسك السأم والملل، فتحسني ترتيب الوقت وتوزيعه على المواد المختلفة التي تريدين قراءتها، وهناك طرق للمذاكرة وتنظيم الوقت ذُكرت في استشارات سابقة يمكنك الاطلاع على أرقامها، والتي منها:
(246772 - 235849 - 235849 - 3139)

ثانياً: ننصحك أيتها الكريمة بتحسين علاقتك بالله تعالى، بكثرة ذكره على الدوام، والاستعانة به، والتوجه إليه بصدق واضطرار أن يسهل لك كل أمر عسير، وأهم ما تفعلينه في هذا الباب هو المواظبة والحرص على أداء الفرائض التي فرضها الله عز وجل عليك، فلا تضيعي الصلوات، وأكثري من الاستغفار، فإن الاستغفار سبب أكيد لانشراح الصدر وزيادة القوة، وهذا فيه تحقيق إن شاء الله للمراد.

كما ننصحك أيضاً بسؤال الله تعالى التوفيق والتسديد، لاسيما في الساعات التي يُرجى فيها إجابة الدعوة، ومن هذه الدعوات التي ينبغي أن تداومي عليها دائماً هو ما يُؤثر أنه ينبغي للإنسان أن يقوله في مثل هذه المواقف: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأن تجعل الحزْن إذا شئت سهلاً)، فسهل لي أمر دراستي ومذاكرتي، ونحو ذلك من الدعوات، فإن الدعاء كله مستجاب -إن شاء الله- إذا أخذ الإنسان بأسباب الإجابة، فدعا الله تعالى بقلب مُقبل على الله شاعرٍ بالحاجة والاضطرار.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح، ونتمنى أن نسمع منك أخباراً سارة في الأيام المُقبلة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً