الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإجهاض ثلاث مرات مع عدم معرفة السبب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حدث عندي إجهاض لثلاث مرات -أي: موت الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى- وأجريت كل التحاليل، وكانت كلها سليمة، وذهبت إلى طبيب اختصاصي، وأعطاني دواء عبارة عن كبسولات (Zinc sulfate) يؤخذ من أول يوم للدورة، وحبوب (Tamoxifien) تؤخذ من ثاني يوم للدورة إلى اليوم السادس، وإبرتين (Choriomon) الأولى تؤخذ يوم 14 للدورة، والثانية يوم 21 للدورة.

سؤالي هو: ما فائدة هذه الأدوية بالتفصيل؟ علماً بأني بدأت أخذ العلاج عندما جاءت لي الدورة ونزل علي الدم ليومٍ واحد فقط، وعملت تحليل حمل ولم أكن حاملاً، فما سبب اليوم الواحد للدورة؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن الأدوية التي تتناولينها بعضها يستعمل للمساعدة على حدوث الحمل، وهي الـTamoxifien ، Choriomon ، وبعضها الآخر وهو الـ Zinc sulfate يستعمل كمكمل غذائي فقط.

والحقيقة يا عزيزتي بأن الحالة التي عندك هي ليست عقماً أو صعوبة في حدوث الحمل، فالحمل سوف يحدث بإذن الله، والخصوبة عندك وعند زوجك طبيعية، ولكن المشكلة تكمن في تكرر الإجهاض، ووفاة الجنين بعد حدوث الحمل.

نزول الدورة ليوم واحد فقط قد يكون بسبب استخدام دواء الـTamoxifien حيث إن لهذا الدواء تأثيرين متعاكسين تماماً على الدورة الشهرية، وهذا هو الاحتمال الأكبر، كما أنه قد يكون بسبب اضطراب بسيط في الدورة بسبب حالة القلق والتوتر التي تمرين بها، وهذا احتمال آخر.

أختي العزيزة إيمان! أقدر قلقك وخوفك من تكرار التجربة، وبنفس الوقت أتفهم رغبتك الشديدة بالشعور بمشاعر الأمومة العظيمة، وحتى يكون لكلامي وقع ايجابي في نفسك -إن شاء الله- سأقول لك جملة اعتدنا على قولها باللغة الإنجليزية في مثل حالتك، حيث التحاليل كلها طبيعية ولا يوجد تفسير واضح لسبب الإجهاض ( No news، Good news) وهي تقال لتشجيع السيدة وزوجها على الصبر ومحاولة الحمل من جديد، وهي تعني بأن عدم وجود سبب بالاستقصاءات هو بحد ذاته خبر جيد.

وبمعنى آخر: نفضل أن تكون التحاليل كلها سلبية ولا يوجد بها أي شيء، على أن يظهر فيها مشكلة.

أعرف بأن هذا يضع الزوجين في حيرة من أمرهما، لكن القصد هو أن الحالات التي لا يكون فيها سبب أو خلل واضح مثل حالتكما، هي أكثر الحالات التي قد ينجح الحمل فيها فيما بعد، وبتكرار المحاولات بعد إرادة الله عز وجل طبعاً.

نصيحتي لك من جديد هي الصبر، ومحاولة الحمل من جديد بإذن الله، وبشكل عادي وطبيعي، وعند الحمل عليك البدء بالعلاج الذي ذكرته لك في استشارات سابقة، فهذا أفضل.
أدعو الله العلي القدير أن يمنحك القوة والإرادة لتصبري، ولتستمري في الأخذ بالأسباب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً