الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح طبية لارتعاش الجسم الأسري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 30 سنة، ومرضي هو رعشة غير طبيعية في كامل الجسم، بدأت الأعراض من حوالي 11 سنة، وهي فترة طويلة، هذه الرعشة بدأت في مراحلها الأولى في الصوت ثم أطراف اليدين، ثم سنة بعد سنة تتطور ويصاحبها غالباً تعرق في باطن الكف وبعض أجزاء الجسم، وتسارع نبضات القلب؛ مما يصبح بادياً للعيان من حركة الملابس أحياناً من قوة التسارع لنبضات قلبي، والآن أصبحت الرعشة تطال رأسي، فأصبحت من أيام أحس برأسي يهتز، أحياناً تزداد هذه الرعشة إلى أقصى حدها عند الشعور بالجوع أو السهر أو الارتباك أو الخوف، تهجم عليّ هذه الرعشة دون رحمة؛ مما يشعرني بالخجل أمام الآخرين لاهتزاز يدي بشكل ملحوظ، وارتعاش الرجلين، وغيره من التعرق، وغير ذلك.

ذهبت إلى أطباء كثر، وقمت بتحاليل كثيرة، دم وبول، وغيره من الفحوصات إلى أن وصلت إلى المخ، لم يجد الدكاترة حلاً، فمنهم من يقول: لا أدري، ومنهم من يقول: هذا مرض نادر دون وضع أدوية سوى (الاندرال) ذهبت بالتحاليل في نفس المستشفى إلى دكتور أعصاب أيضاً ولم يفدني!

المهم صرت الآن في حالة صعبة، علماً أن اثنين من إخواني يعانون نفس الشيء، وأيضاً الوالد، لكن الوالد تبدو عليه خفيفة، ليست كما هي لدينا نحن الإخوة، ذهبت مؤخراً عند دكتور واطلع على أوراقي ووصف لي دواء لم أجده إلى الآن وهو (بريميدون) مايسولين (اسمه الآخر).

أنا على وشك الزواج، كيف ستكون حياتي أمام زوجتي مع الرعشة؟ أنقذني منها فقد عاثت فيّ فساداً، وأريد حلاً! ولك مني الدعاء إلى آخر عمري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإني أقدر معاناتك مع هذه الحالة، وحاولت تدارسها بكل دقة هل هي حالة عضوية أم حالة نفسية؟ وفي بداية الأمر أتاني انطباع بأنها حالة نفسية بالرغم من أنها استمرت معك لفترة إحدى عشرة سنة، إلا بعد أن ذكرت أنه يوجد اثنان من إخوانك يعانون من نفس الحالة وكذلك والدك، أقول لك: أن هذه الحالة ربما تكون من حالات الارتعاش التي يكون سببها وراثياً، وهذه الحالات غالباً هي حالات حميدة، بمعنى أنها لا تتطور وتصل إلى درجة الإعاقة.

وهنالك مؤشرات كثيرة تدل أنها لن تؤدي إلى تطورات سلبية كثيرة، لكن الذي أنصح به في مثل حالتك هو أن تتم دراسة علمية كاملة لحالتك وحالة إخوانك ووالدك، فهنالك دراسات جينية لابد أن تتم، والمملكة العربية السعودية - بفضل الله تعالى - توجد بها خدمات متميزة في هذا المجال.

فالذي أنصح به هو أن تتواصل أنت وأسرتك مع طبيب الأعصاب، وطبيب الأعصاب يمكنه أن يلتقي ويجتمع مع الطبيب المختص في الأمراض الجينية والوراثية، وبعد أن يتم تدارس حالتكم أعتقد أن الأطباء يستطيعون أن يوجهوا لكم النصح المطلوب.

هذا هو الوضع الأمثل والوضع الأفضل، وأرجو أن تتشاور مع والدك وكذلك إخوانك، وإن شاء الله تعالى من خلال هذا الفحص والاستكشاف الطبي والعلمي الصحيح يستطيع الأطباء أن يوجهوا لكم النصائح المطلوبة، وأنا أقدر حقيقة مشاعرك تماماً، وأقدر أنك مقبل على الزواج، وأقول لك: أن الأمر لن يمنعك من الزواج، ولكن أتفق معك أنه لابد أن يُحسم.

لا شك أن الإندرال من الأدوية الجيدة لعلاج أي نوع من الارتعاش، حتى وإن كان عضوي المنشأ، و(مايسولين) الذي وصفه لك الطبيب هو دواء يتعلق بالأعصاب والعضلات، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه فائدة وخيراً كثيراً.

هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس) وهو دواء نفسي قد يفيد أيضاً في حالتك وإن كان بصورة نسبية، ولكن لا أريدك أن تشرع في تناول هذا الدواء إلا بعد الرجوع إلى الطبيب الذي وصف لك الـ (مايسولين) وأرجو أن تعرض وجهة نظري هذه عليه، وهو القيام بدراسة كاملة للأسرة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأريد أن أسمع عنك مستقبلاً في الخطوات التي تم اتخاذها فيما يخص التواصل بمركز متخصص ليقوم بدراسة حالتكم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً