الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالات الخمول واللامبالاة التي تصيب الطالب أحياناً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على النفع العظيم الذي تقدمونه للمسلمين، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أريد حلاً للامبالاة التي تعتريني، فأنا مهددة بالرسوب، ولا أريد ذلك، لكني لا أبذل مجهوداً لتلافيه، لامبالاتي هذه تتجلى في أنني قد لا أحضر لامتحان لدي، وأميل بشدة إلى النوم والخمول وتضييع الوقت، وهذه الحالة ليست مستمرة لدي، لكنها تعتريني من حينٍ إلى آخر، والآن قد استمرت معي خمسة أيام، ضيعت فيها خيراً كثيراً، وأنتم أدرى بالخير الذي يكون في يوم واحد، فكيف بخمسة أيام؟! ثم إن الهمة لدي متدنية في كل وجوه الخير، وأشعر أنه لا نفع مني، لذلك أريد التغيير لأصبح فتاة صالحة ذات شخصية دينية واجتماعية قوية، وقدوة في كل شيء، عسى أن يغير الله ما بي.

أكرر طلبي منكم الدعاء لي، وأسأل الله باسمه الأعظم أن يسدد خطاكم ويجعل الجنة مثواكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شعورك بالمشكلة هو أول خطوات الحل، لا سيما وأنك تقدرين الخسائر وما يمكن أن يفوتك من الخير.

حبيبتي: لا تنتظري من أحد أن يغيرك، فلا يستطيع أحد في الدنيا أن يغيرك؛ لأن التغيير لا يتم إلا من داخلك، فأنت من تستطيعين تغيير نفسك، فلا تعيشي على الأماني وتقولي أريد أن أصبح كذا .. أريد أن أكون كذا .. أريد أن أفعل كذا .. وإنما اعقدي العزم، وتوكلي على الله، واستعيني به فهو المستعان، واصدقي مع الله يصدقك ويعينك، فإن التوفيق والسداد عسير إلا على من يسره الله له.

واعلمي يا ابنتي أن الأماني وحدها لا نصل بها إلى شيء وإنما هي كالسراب، فكوني صاحبة هدف، ولابد أن تكون لك غاية، حددي أهدافك، وخططي لها، واجعليها على مراحل، وابدئي على بركة الله سبحانه وتعالى، وكوني صاحبة همة، فبالهمة تصلين القمة.

غاليتي: إن صدق حدسي وكان لي فراسة فأنت صاحبة همة؛ لأن كلامك وتقديرك للأمور لا ينم عن إنسانة لا مبالية، وإنما ينم عن إنسانة صاحبة همة، ولها غاية، ولكن قد يكون السبب فيما ذكرته لميولك إلى النوم والخمول في أيام معينة، قد يكون سبب ذلك صحيا، لا سيما أنه في أوقات معينة؛ لذلك أرى أن تقومي بعمل فحوصات للدم والغدة الدرقية، وما ينصحك به الطبيب، فقد يكون السبب نقصاً في الدم، أو اضطراباً في الهرمونات، فإن ذلك يسبب الخمول والكسل، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وتحقيق كل ما تمنيته من خير.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً