الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقية الشرعية لا تغني عن الجراحة لاستئصال سرطان الثدي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت بعد إذنكم أن أسألكم عن حالة أختي، هي متزوجة وعمرها (33) سنة، مصابة بسرطان الثدي الخبيث في ثديها الأيمن، وقد أجريت لها عملية تجميلية بإزالة كتلة منه، ولكن سرعان ما رجع لها.

رفضت أن تراجع الطبيب، واستمرت على الرقية الشرعية، ولكن ألاحظ عليها بعض التغيرات، فبعد الرقية الشرعية انفتح ثقب صغير من العملية، ويخرج منه سائل لونه بني قاتم ليس شبيهاً بالدم، تعاني صعوبة في النوم، بسبب ألم في رقبتها من الجهة اليمنى، وصعوبة في تحريكها، وكذلك تشعر بألم في جنبها الأيمن.

أطلب منكم أن تخبروني عن وضعها، لأنها ترفض أن تتعالج بالطب الحديث، وتريد البقاء على الرقية الشرعية، وأنا خائفة على وضعها كثيراً، علماً بأنني أقوم بتدليك ثديها وجسمها كاملاً بزيت الزيتون المقروء فيه آيات من القرآن، فتشعر بعدها بتحسن.

أريدكم أن تنصحوني ماذا أفعل، وهل الاستمرار بالتدليك مضر لها؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله كل خير، وجعل عملك واهتمامك بأختك في ميزان حسناتك.

بالنسبة لما يحدث عند الفاضلة أختك حالياً يجب أخذه بمنتهى الأهمية، فهو يدل إما على حدوث التهاب موضعي في مكان العملية، وتشكل ناسور يسبب نزول هذه المادة البنية، أو قد يكون بسبب عودة الخلايا الورمية للتكاثر من جديد، أي (نكس) في حالة السرطان -لا قدر الله-.

بالنسبة للألم في الرقبة فقد يكون عبارة عن تشنج بسيط في عضلات الرقبة، لكن أيضاً قد يكون ناجماً عن حدوث إما التهاب مرافق في العقد اللمفاوية، أو حدوث تضخم في العقد اللمفاوية من جراء نكس الورم.

يجب أن يكون العلاج حسب التشخيص، بعمل تصوير (ظليل) جديد، مع أخذ عينة من مكان خروج السائل، فالالتهاب يعالج بالمضادات الحيوية المناسبة، أما نكس وعودة الورم فيحتاج إلى الجراحة والعلاجات الكيمياوية والشعاعية.

إن حالة أختك هامة جداً، ويجب عدم إهمالها، ولا يكفي فيها التدليك، بل أنصحك بالتوقف عن التدليك الآن، كي لا يحدث انتشار أكثر للالتهاب أو الورم، وأنصحك بعرض أختك على الطبيب المختص بالأورام ثانية، وبأسرع وقت.

الرقية الشرعية أمر جيد وهام، ولكنه لا يغني عن العلاج الطبي الجراحي والدوائي الذي هو الأساس في مثل هذه الحالة، ويمكنك الاستمرار بالرقية الشرعية مع إقناع أختك بشتى الطرق للموافقة على مراجعة الطبيب في أسرع وقت.

نسأل الله -عز وجل- أن يكتب لأختك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً