الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متى تستر عورة الطفل الصغير؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي طفل ذكر يبلغ من العمر شهرين، ومنذ ولادته وزوجي كلما يراني أغير له الحفاظة أمام أهلي أو أهله يستشيط غضبا علي عندما نعود إلى البيت، ويبدأ محاضرة طويلة عريضة عن أنه لا يريد أن يرى أحد عورة طفله إلا أنا وهو فقط، لأننا أمه وأبوه، ولا يريد أن يراها أحد لا من أهلي ولا من أهله؛ لأنه يوجد عدد من البنات في العائلة وبأعمار كبيرة تقريباً في العشرينات من العمر وغير متزوجات، وأحياناً يكون زوجي جالس بيننا وأنا أغير للطفل وزوجي عنده حياء ويغار علي وعلى طفله جداً، وخاصة عندما ترى البنات عورة طفله وهو جالس بيننا، وأيضاً حتى لو لم يكن زوجي بيننا فرأيه هو هو، لن يغيره، فهو لا يريد أن يرى أحد ابنه وهو عاري من الملابس، وأنا أقول له أن طفلنا ما زال صغيرا جداً، ولكنه يقول: هذا ابني أنا ولا أريد أحد أن يرى عورته.

ولا أخفيكم فهو يحب طفله جداً لدرجة الجنون ويلاعبه بشكل رائع جداً، وهو حنون جداً جداً، والطفل متعلق بأبيه جداً والمشكلة أنني لا أسمع كلامه عندما أكون لوحدي عند بيت أهلي، وأغير للطفل أمام الجميع لأنني مقتنعة أنه ما زال صغيرا، فهل أنا آثمة لأنني لم أسمع كلام زوجي مع العلم أنه لو علم أنني لم أسمع كلامه أنا متأكدة أن مصيبة ستحل علي لأنه عصبي جداً وأنا أطلب النصيحة أرجوكم ماذا أفعل؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن طلب الزوج للأمر المندوب المستحب يصيِّره واجبا، وطاعة الزوج في الخير من طاعة الله، فاحرصي على طاعة زوجك في حضوره وغيابه، ومرحباً به وبكم في موقعكم بين أباء وإخوان يتمنون لكم كل الخير.

ولا يخفى عليك أن الحياء خلق الإسلام، وأن ستر العورة من أهم الأمور التي تدل على الحياء، بل إن حرص الوالد على ستر عورة الطفل وغض البصر عن عورته من أهم الأمور التي تعينه على صيانة عورته وتؤهله لغض الطرف عن عورات الآخرين، ولذلك فنحن ننصحك بعدم إظهار عورة الطفل أمام أهلك وأمام إخوانه وأخواته وحتى إذا كنت بين أخواتك فالأفضل أن تلتفتي في لحظات تبديل حفاظة الطفل، واحرصي على تربيته على ستر العورة عن الآخرين حتى يكبر وهو يعلم أن هذا الجزء من الجسد ينبغي أن يصان، وفي هذا تربية له على العفة وعلى المحافظة على نفسه وحجب عورته عن الآخرين.

ولا يخفى عليك أن إظهار عورة الطفل الذكر بين الرجال والنساء فيه حرج على الجميع، وكذلك إظهار عورة الأنثى أمام الرجال والنساء فيه حرج، وأنت ربما لا تشعرين بذلك بين أخواتك، ولكن ماذا لو كان ذلك في وجود رجال، ومن هنا فنحن ننصح كل أم بما يلي:

1- الحرص على القيام بنظافة طفلها بنفسها.
2- الاهتمام بنظافة عورة الطفل وضرورة استخدام الماء والمطهرات.
3- ستر عورة الطفل بل والتغافل عنها.
4- إبعاد يد الطفل برفق إذا حاول العبث بعورته.
5- استخدام ملابس قطنية واسعة في الأجزاء الملامسة لعورة الطفل.
6- سرعة تبديل الحفاظ والملابس الداخلية للطفل.
7- تدريب الطفل على ستر عورته ونفسه خاصة عند البول أو تبديل الثياب.
8- حرص الوالدين على ستر عوراتهم عن الطفل، ولذلك أمرت الشريعة بالاستئذان والطفل الصغير يستأذن في أوقات ثلاث، قبل صلاة الفجر وبعد العشاء وفي وقت الظهيرة وهي أوقات يكون فيها الناس على راحتهم.
9- تجنب ممارسة العلاقة الخاصة في وجود طفل، وكان ابن عمر لا يعاشر أهله في حجرة فيها طفل رضيع.
10- مراقبة ما يشاهده الطفل وتصفية ما يسمعه.
11- مراقبة الأطفال عندما يكونون وحدهم ولكن بطريقة غير مباشرة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك للخير، واحرصي على طاعة زوجك ولا تجعلي هذه الأمور الصغيرة سبباً في إفساد العلاقة وضياع الثقة، وكوني لزوجك أرضاً يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبداً، وقدمي رضاه على رضاك وهواه على هواك، ونسأل الله أن يحفظكم ويتولاكم.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً