الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفحوصات تظهر نوع الصداع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو المساعدة، منذ عام (2002) وحتى هذا اليوم أشعر في رأسي بألم فظيع جداً، والألم يزداد يوماً بعد يوم، والله وحده يعلم كيف يكون ألم رأسي، لا أستطيع الصبر عندها، وأجلب أي شيء وأضربه في رأسي.

مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الصداع له عدة أسباب، وهنالك فوارق تسمى بالفوارق الإكلينيكية، يمكن من خلالها أن يحدد الطبيب سبب أو نوعية هذا الصداع، وهذه تعتمد على الوصف التفصيلي الذي يعطيه الشخص الذي يعاني من الصداع، فمثلاً الصداع الذي يبدأ بشعور بالغثيان، أو يكون في جانب واحد من الرأس، ويكون شديداً وبعده قد يتقيأ الإنسان، ومثل هذا النوع من الصداع قد يكون مرتبطاً بمسببات كتناول الأجبان مثلاً، وهذا صداع نصفي يعرف بالشقيقة وهو معروف كثيراً.

هنالك صداع مرتبط بضعف في النظر، أو التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية، أو مشاكل في الأسنان أو في الأذنين، وهنالك صداع يكون مرده وجود خشونة في الفقرات العظمية الموجودة في الرقبة، وهنالك نوع من الصداع قد يكون سببه الرئيسي هو وجود قلق أو توتر، وهذا دائماً يكون صداعاً أمامياً.

وعليه أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تقابل الطبيب المختص في أمراض الأعصاب ليحدد لك نوع هذا الصداع، وهنالك فحوصات سيكون من الجيد أن يتم إجراؤها، وهي أن تتأكد من قوة النظر، أن تتأكد من التهابات الجيوب الأنفية ووضع الأذنين وكذلك الأسنان.

هذه هي الشروط أو المعايير الحقيقة للتعامل مع الصداع، وفي بعض الحالات نحتاج أن نجري فحوصات معينة مثل الصور المقطعية، فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به وهو إجراء هذه الفحوصات.

إذا اتضح أنه لا توجد أي أسباب وكان الصداع صداعاً قلقياً، أي ناتجاً من القلق والعصبية والتوتر، فحاول أن تتجنب الاحتقانات النفسية بقدر المستطاع، وأن تكون مسترخياً، وأن تتعامل مع الغضب كما ورد في السنة النبوية المطهرة، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، وكذلك الرياضة، وأنصحك أيضاً بالابتعاد من جميع أنواع المسببات مثل الأطعمة التي قد تثير الصداع كالأجبان، الفول، وفي بعض الأحيان الموز.

إذا لم يتضح أي سبب وكان هذا الصداع صداعاً قلقياً، ففي مثل هذه الحالة أقول لك أن تناول الأدوية المضادة للقلق سوف يكون مفيداً جدّاً، وهنالك أدوية بسيطة مثل عقار يعرف تجارياً باسم (موتيفال) تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، هذا قد يكفي تماماً، وهنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) تناوله بجرعة حبة واحدة صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، هذا سوف يكون كافياً أيضاً.

من الضروري جدّاً أن تعبر عمّا بداخلك، وأن تمارس الرياضة، وأن تكون غير انفعالي، وأن تتعامل مع الغضب كما ورد في السنة النبوية المطهرة كما ذكرت لك، بأن تبدأ بالاستغفار، أن تغير مكانك، أن تغير وضعك، أن تنفث على شقك الأيسر ثلاثاً، أن تتوضأ، أن تصلي ركعتين، هذا العلاج النبوي مجرب جدّاً لإزالة أي انفعالات قد تؤدي إلى انقباضات عضلية ينتج عنها الصداع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نشكر لك التوصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً