الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الانطوائية ومص الإبهام لدى الأطفال

السؤال

السلام عليكم.

ابنتي عمرها سنتان وتسعة أشهر، اعتادت من صغرها مص إبهامها، واعتقدت أنها عندما تكبر سينتهي الموضوع، ولكنه بالعكس زاد، بل وارتبط معه أن بدأت تسحب بطانيتها معها في كل مكان حتى عند الخروج، لا تجلس أمام التلفاز إلا وهي تمص إبهامها وبطانيتها بجوارها، حاولت معها كثيراً ترك ما تفعله بكثرة اللعب معها لأشغلها، وإحضار كتب التلوين، فكانت تترك أصبعها أثناء اللعب فقط، ثم تعود وتضعه مرة أخرى، ولا أخفيكم أني تعبت معها.

طبقت نصيحة أجدادنا بوضع الصبار والفلفل في أصبعها، ولكن دون جدوى، لا أدرى ماذا أفعل معها، أحاول كثيراً أن أتعامل معها بهدوء، لأنها عنيدة بطبعها، ولكن لا جدوى.

أرجوكم أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا ما يسمى بالأعراض العصابية أو العصبية لدى الأطفال، فبعض الأطفال يكون لديهم طيف من هذه الأعراض العصابية، ومنها قضم الأظافر ومص الأصابع، وقد يتحول الأمر إلى تصرفات وسواسية، وهذه الابنة تحمل بطانيتها بجوارها دائماً، هذا تصرف وسواسي نشاهده أيضاً في الطفولة كما ذكرت لك.

محاولات وضع الصبّار أو الفلفل في أُصبع الطفلة لنهيها عن مص أصبعها، هذا أمر لا يخلو من العلمية، وهذا نسميه العلاج عن طريق التنفير، لكن إذا لم ينجح أو يفيد من المرة الأولى فلا فائدة فيه، والعلاج السلوكي بالتنفير يقوم على مبدأ أن تربط بين الفعل العصابي أو الوسواسي والأمر منفر، ولاشك أن طعم الصبّار والفلفل يُسبب كثيراً من المضايقة والألم للطفل، ومن ثم ينشأ ما يُعرف بفك الارتباط الشرطي، وذلك من خلال التنفير، فهذه الطريقة لا بأس بها، ولكن يظهر أنها لا تنجح مع جميع الأطفال.

أريد أن أطمئنك أن السمات العصابية وحتى الوسواسية لدى الأطفال كثيراً ما تكون عرضية، وتختفي بعد وقت من الزمن، ونهي الطفل عن سلوكه العصابي لا يفيد وحده، إنما الذي يفيد هو أن نُشعر الطفل بالأمان، أن نُكثر معه اللعب، وأن ننهاه عن فعله العصابي أو الوسواسي بصورة لطيفة، ونجعله في نفس الوقت يستبدل السلوك بسلوك آخر، مثلاً هذه الصغيرة حين تضع أصبعها على فمها لا تقولي لها: لا تضعي أصبعك في فمك، ولكن اجعليها تقوم بنشاط تضطر من خلاله أن تستعمل يديها، وهذا يعني تلقائياً أنها لن تضع إبهامها في فمها.

مثلاً اطلبي منها وهي منسجمة بمص أصبعها، اطلبي منها أن تحضر لعبتها المفضلة، هنا نكون قد وجهنا انتباهها لفعل آخر أكثر تفضيلاً وأكثر لذة من التصرف العُصابي.

وهذه الابنة إذا طُبقت معها وسائل التحفيز أيضاً سوف تكون جيدة، وطريقة النجوم طريقة جيدة، والطفل بعد عمر الثلاث سنوات يستجيب لها بصورة جيدة، وهي طريقة معروفة لدى الأمهات، توضع لوحة بالقرب من سرير الطفلة، ولكل تصرف إيجابي وحسن نعطي الطفلة نجمة أو نجمتين، ونسحب منها نجمة عند السلوك السالب، وفي نهاية الأسبوع يتم تعويض عدد النجوم التي اكتسبتها الطفلة بهدية بسيطة تكون مفضلة لديها.

هذه الطريقة جيدة، لكن ربما تكون الطفلة لازالت صغيرة بعض الشيء لتستوعبها، ولكن يمكنك أن تحاولي محفزات أخرى تشجع الطفلة.

أرجو أن تتاح للطفلة أيضاً فرصة لأن تلعب مع بقية الأطفال، وحاولي أن تعلميها الرسم، فالرسم يشد انتباه الطفل جدّاً ويبعده عن مثل هذه السلوكيات، كما أن الطفل يحس بأمان كبير حين يلعب عن طريق الرسم.

العناد لدى الأطفال لا يقابل بالشدة، الطفل العنيد هو طفل يحاول أن يثبت ذاته، وفي نفس الوقت يعبر عن رفضه لسلطة الكبار، فإشعارها بالأمان وبالطمأنينة واللعب معها سوف يفيدها.

حاولي أن تطبقي هذه المبادئ، وعموماً أقول لك: إن هذه الحالات هي حالات عرضية وتتطلب شيئاً من الصبر من جانب الأمهات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله أن يجعل ذريتك قرة عين لكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً