الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلال الطفل وتعلقه بوالده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعثت لكم قبل هذه المرة بخصوص ابني وعمره سنتان ونصف، فقد أخبرتكم بأنه مدلل من جهة أبيه ومتعلق به بشدة، فإذا أراد زوجي الخروج من البيت على الدوام مثلا بدأ بالبكاء والصياح، فكيف أحل مشكلة تعلقه به ـ وكذلك تعلقه بجدته؟ فما هو الحل؟
وجزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه المشكلة حقيقة شائعة جدّاً، ونحن لا نعتبرها من المشاكل الرئيسية، فهذا الطفل -حفظه الله- ذكرتِ أنه مدلل ومتعلق بوالده، وهذا هو التشخيص.
إذن العلاج أيتها الفاضلة الكريمة يكون من خلال أن نعلمه سلوكا مضاداً لهذا السلوك، وذلك بأن يتم تجاهل الطفل بقدر المستطاع.

حين يتجاهله والده سوف يصرخ الطفل، سوف يبكي، سوف يحتج، ولكن على الوالد أن يتحمل ذلك ويصبر، حين يحدث هذا الموقف عدة مرات، أي موقف تجاهل الطفل بقدر المستطاع، سوف يدعم هذا السلوك وسوف يتوائم الطفل على الوضع الجديد ويقبل أن لا يكون متعلقاً بوالده، كما كان في السابق، هذه المشكلة تعالج بهذه الطريقة.

تعلقه بجدته لا أرى بأساً في ذلك، لكن الطفل دائماً يمكن أن نحضر له بدائل، أن نحضر له الألعاب المفيدة، الألعاب ذات القيمة التعليمية، أن نجعله يختلط ببقية الأطفال.

أعرف أن هذا الطفل لازال صغيراً، لكن حين نتيح له الفرصة بأن يختلط بالأطفال في مثل عمره أو حتى عمر أربع أو خمس سنوات هذا سوف يكون جيداً له، سوف يكتسب مهارات، سوف يحس باستقلاليته، وسوف يقلل من التعلق الشديد بالآخرين.

هذه الأمور هي أمور عادية في حياة الكثير من الأطفال، ولا شك أننا كثيراً ما نكون قد ساهمنا في تنمية مثل هذا السلوك، والإشكالية قد تأتي من أننا كآباء وأمهات قد لا نتحمل تجاهل أطفالنا، وهذه الحالة حقيقة تعالج بالتجاهل، أي اتركي الطفل يبكي ويصرخ ويصيح ويحتج، وبعد ذلك سوف يتطبع على السلوك البديل.

أسأل الله له العافية والصحة، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً