الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي ليس اجتماعياً وأخاف عليه علة التوحد

السؤال

عندي طفل عمره سنة ونصف، يبكي كثيرًا حتى أحمله، وهو ليس اجتماعيًا، ينزعج من الأصوات العالية، لا يحب أن يلعب مع الأطفال، ألاعبه لكن عندما يطول اللعب يملَّ، أنادي عليه لا يرد في أغلب الأحيان، ليس لأنه لا يسمع لكنه يتعمد أن يتجاهلني، لأني إذا ناديت عليه يطالع في الجهة الثانية لأنه لا يريد أن ينظر إلي، لا يحب أن يختلط بالناس ولا الأطفال في سِنِّه، يجلس دائمًا معي، يجلس فترة ثم بعد فترة يتعود عليهم لكن لا يلعب معهم، يلعب وحده، يحب يسمع أناشيد في قنوات الأطفال بشكل ليس بطبيعي، يفرح فرحًا ليس طبيعيًا، إذا سمع الأناشيد التي يحبها لا ينطق ولا بكلمة إلا إذا بكى، ويقول ماما فقط، لا شيء غيرها.

ولادته كانت صعبة، كان يموت لولا عناية الله، كان عنده نقص كالسيوم وجلكوز، وكان عنده تجمع دموي على الدماغ، وكانت تجيء له تشنجات فقط، الحمد لله ذهبت عنه وعملت له فحوصات وكانت سليمة، كل شيء ذهب وكان يُصرف له علاج منوّم مهدئ للتشنجات التي تجيئه، وكنت أسقيه عسلا منذ يوم ولد، وأنا خائفة أن يكون عنده توحّد.

طمئني يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذا الطفل -حفظه الله تعالى- الذي فهمته أنه الآن لا تأتيه التشنجات، وقد أعطي دواء الباربتون لعلاج هذه التشنجات، وبالنسبة لنقص الكالسيوم أتمنى أن يكون قد تم تصحيحه، ولابد أن تعرضي الطفل لأشعة الشمس، وأن يتناول الحليب بصورة منتظمة حتى لا تكون هنالك تبعات سلبية فيما يخص تكوين العظام، ونمو الطفل بصفة عامة.

نوعية هذا الطفل، لابد أن نتأكد من مستوى ذكائه، والمؤشرات تشير أن ذكاءه معقول، ولكن إذا كانت هنالك إمكانية بأن تذهبي به إلى الأخصائي من أجل تقييم مستوى ذكائه ومقدراته المعرفية فهذا سيكون أمرًا جيدًا.

الطفل من الواضح أنه متعلق بك، والبدائل الأخرى هي أن يجلس ليسمع الأناشيد في قنوات الأطفال، وكثيرًا ما يسير الطفل على نمط واحد، ونحن قد ندعم هذا السلوك دون أن نقصد، أي الطفل الذي يلتصق بوالدته لا تتحمل الأم بكاءه؛ ولذا تقربه إليها دائمًا، وهذا بالطبع سوف يحرمه من أي أنشطة أخرى، وقد يحس الطفل بما نسميه بقلق الفراق حين يبتعد من الأم.

الذي أنصحك به هو أن تُتيحي لهذا الطفل الفرصة للاستفادة من الألعاب، الألعاب التي تصدر أصواتًا أو ألوانا معينة، هذه تشد انتباه الطفل كثيرًا وتجعله يندمج معها، وفي نفس الوقت حاولي أن تتركيه مع الأطفال الآخرين، سوف يحتج وربما لا يندمج معهم من الوهلة الأولى، ولكن بشيء من التكرار والصبر سوف يتعود على هذا الوضع.

البكاء لدى الطفل قد يكون له عدة أسباب، وفي معظم الأحيان وفي حالة طفلك هو التعبير عن الاحتجاج، لذا حاولي أن تتجاهلي بكاءه متى ما استطعت ذلك، وفي أحيان أخرى حاولي أن تحفزيه وأن تكافئيه مثلاً بإعطائه لعبة مثيرة، هذا سوف يشتت انتباهه كما ذكرت لك.

في موضوع السمع، فقد ذكرت أن سمعه طبيعي، ولكن حقيقة يجب أن يتم تأكيد ذلك من خلال فحص الطفل، هنالك حاجة حقيقية لأن يعاد فحص هذا الطفل فيما يخص السمع وكذلك الذكاء، فأرجو أن تذهبي به إلى طبيب الأطفال.

بخلاف ذلك أعتقد لا توجد هنالك أي إشكالية، وأكرر مرة أخرى: الاستفادة من الألعاب خاصة اللعبة الجاذبة والمثيرة لدى الطفل، ولا مانع أن يجلس ليستمع لأناشيد الأطفال، لكن ليس بإسراف أو بكثرة، تتاح له فرصة اللعب والجلوس مع الأطفال الآخرين، وإن شاء الله تعالى سوف يتخطى هذه المرحلة، وما دامت التشنجات قد تم التحكم فيها فهذا أيضًا مؤشر إيجابي جدًّا ويجعلنا مطمئنين كثيرًا فيما يخص المقدرة المعرفية للطفل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً