الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السواد بين الفخذين والمنطقة التناسلية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ سنوات طويلة من سواد كبير وغامق في الأفخاذ والمنطقة التناسلية مع حكة، وأكثر ما تكون الحكة في الأفخاذ قريباً من المنطقة التناسلية، بعكس أكثر الناس تكون الحكة فقط في نفس المنطقة، وقد ازدادت سواداً، وترققت من تكرار الحك، وأصبح اللون -إن صح وصفي- رمادياً في مناطق الحساسية، ما أرجوه منكم إعطائي دواء لهذه الحكة، وآخر لإزالة اللون الغامق، وإعطائي غسولاً للمنطقة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فكنا قد أجبنا عن سؤال مشابه نورد أدناه نسخة معدلة منها بما يتناسب مع السؤال، هذا بالإضافة إلى بعض الفقرات الملحقة تغطية لسؤالكم.

قبل البدء بذكر المعالجة أود أن أقول: إن العلاج السببي هو الحل الأمثل، في كثير من الأمراض، إن لم يكن في كلها، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج.

إن التصبغات التي تذكرونها يجب البحث عن أسبابها وتجنبها، سواء أكانت احتكاكاً أو التهاباً أو إنتاناً، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، إن كان جرثوماً فبمضاد حيوي، وإن كان فطرياً فبمضاد الفطريات.

لا ننسى الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على الأنسولين، والذي قد يسبب حكة موضعية أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالباً ما تكون في المنطقة العجانية -المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية- وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواء من الالتهاب أو من الحكة.

تعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس، ولكن التصبغ يكون موضعاً على الثنيات والطويات ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيئ وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصاً في كل موضع يتم فيه احتكاك، سواء أكان بدينا أم لا.

بعض الأدوية مثل المينوسايكلين، ومشتقات التتراسيكلين قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع، وأريد التأكيد على أن ما تشتكين منه من اندفاعات جلدية حاكة يضيف عاملين من عوامل التصبغ، وهما الالتهاب والحكة، كما أن الحكة والالتهاب قد يؤديان إلى التبدلات الشبيهة بالشيخوخة، فالالتهاب في هذه المواضع غالباً ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية ووصل إلى الفخذين.
لكن لو كان محدداً في الثنيات ورطباً فهو التهاب بالخمائر، خاصة الكانديدا، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ، وسنشير أدناه إلى تفاصيل خاصة بالإصابة الفطرية في هذه المنطقة.

وهناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية أو اضطرابات الغدد الصماء والسكري أو أورام داخلية، مثل أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز.

وإن فحصاً سريعاً عند طبيبة أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات مثل الأمراض الفطرية أو الخمائرية أو الجرثومية أو أكزيما تماس أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غدية مسببة لهذه التصبغات.

ننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية، وذلك للفحص والمعاينة، ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف والقشور في الموضع المصاب، ورؤية العناصر الفطرية فيها.

أما للعلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين، يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل كريم الكلوتريمازول أو البيفاريل أو الداكتارين كريم مرتين يومياً لأي منها، ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماماً، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجاً للفطريات وليس للتصبغات التي تلي الفطريات.
يجب استعمال مضادات الحكة مثل الزيرتيك أو الكلاريتين أو التلفاست حبة واحدة يومياً عند اللزوم؛ وذلك لتخفيف الحكة؛ لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.
أما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون مثل (الأتاشي أو ديبيغمنتين، وحديثاً البيوديرما وايت أوبجيكتيف)، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أياً منها يدهن مرة يومياً إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.

ختاماً: يجب الوصول إلى التشخيص وعلاج الأسباب من تخريش والتهاب أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيبة المتخصصة بالأمراض الجلدية؛ لأنها ستوفر عليك الخوض في هذه الدوّامة.)
الغسول ليس ضرورياً لهذه المنطقة إلا إذا كان هناك سبب، فالماء العادي والصابون العادي الذي لا يسبب حساسية يكفي، ولكن لو كان هناك أسباب أخرى فننصح بـ(سيباميد ليكويد كلينسر) للغسل مرة يومياً.

ولمزيد الفائدة نحيلكم إلى الاستشارة رقم (251078) عن التينيا بين الفخذين مع بعض التعديلات (297288).

وبالله التوفيق

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن ساري

    شكرا جزيلا

  • الجزائر راوية

    شكرا على المعلومات صح قيمة

  • البحرين دعاء

    شكرا حبي

  • لبنان Salma sayg سلمى صايغ

    معلومات واضحة ومهمة جدا

  • بخيت منيب

    شكراعلي هذه الاجابه الضافيه يادكتور

  • أمريكا أحمد

    بارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً