الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات عملية للتخلص من التأتأة

السؤال

السلام عليكم.
في البداية يُسرني أن أقدم لكم مشكلتي التي أعاني منها منذ صغري، ألا وهي التأتأة في الكلام أو كما تُسمى التلعثم.
الآن عمري 18 سنة، وهي تقف في طريق حياتي كعائق يجب التخلص منه لأتم وأكمل مشوار حياتي.
إنني مُدرك لأهمية الجانب النفسي ومتيقن منه، وأعلم أن الحافز والتشجيع المعنوي والنفسي مهم جداً، وكذا الاعتقاد الصحيح بالذات، لكن هذا لا يأتي بحل لتلك المشكلة.
ذهبت إلى طبيب التخاطب ولم أستفد منه أي شيء! وقرأت عن العلاجات الكثير في موقعكم -جزاكم الله خيراً- ورأيت الكثير من أسماء الأدوية التي من الممكن أن تكون مفيدة لمثل هذه الحالة.
ما أطلبه من موقعكم وممن سوف يرد على سؤالي هو العلاج المناسب لحالتي، مع العلم أني إذا أردت الكلام ينقطع كل شيء عني: الهواء والكلام، ويبدأ قلبي بالخفقان الشديد، وأشعر برجفة في كامل جسمي.
فأرجو من حضرتكم أن تأتوا لي بأسماء الأدوية المناسبة لحالتي هذه، وأتمنى ألا تنسوني بالنصائح الرياضية والتمارين للاسترخاء إلى جانب الدور الدوائي (الأدوية العلاجية).
وشكراً على اهتمامكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فأولاً أقول لك: إن التلعثم أو التأتأة موجود وسط الناس، وهو يُصيب الذكور أكثر من الإناث، ويلاحظ أن بعض الأسر لديها الميول لهذا التلعثم، ولا شك أنه مرتبط بالقلق لدرجة كبيرة.
الذي أنصحك به أولاً أن لا ترى التلعثم أو التأتأة كعيب أو كنقص في شخصيتك. هذا مهم جدّاً.
ثانياً: لا تراقب نفسك أثناء الحديث.
ثالثاً: حدد الحروف التي تجد صعوبة في نطقها، وقم بإدخالها في كلمات، وأدخل هذه الكلمات في جمل، وقم بترديدها عدة مرات، ويمكنك أن تسجل ما تردده وتعيد الاستماع إليه، وتكرر ذلك عدة مرات.
رابعاً: عليك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء؛ فهي مفيدة جدّاً، خاصة تمارين التنفس، وللتدرب عليها أرجو أن تتحصل على كتيب أو شريط أو (CD) من إحدى المكتبات الكبيرة مثل مكتبة جرير.
خامساً: لابد أن تذهب إلى أحد المشايخ ليدربك على مخارج الحروف ومداخلها وتلاوة القرآن بصورةٍ صحيحة، قال تعالى: ((وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ))[القمر:17]، ومن المهم جدّاً أن تربط ما بين الشهيق والكلام، فهذا يُساعدك كثيراً.
سادساً: بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك: نعم. إن الأدوية تُساعد لدرجة كبيرة، وهذه الأدوية في معظمها وجُلها مضادة للقلق وللتوتر والمخاوف، ومن أفضل الأدوية العقار الذي يعرف تجارياً باسم (زيروكسات) ويُعرف علمياً باسم (فلوكستين) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (10 مليجرام) ليلاً بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة يومياً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
هنالك دواء آخر مساعد يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول) ويُعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول) أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذه بعض الأدوية التي توصف في مثل هذه الحالات، وهنالك أدوية أخرى كثيرة، لكن هذه من الأدوية الجيدة والسليمة والفاعلة إن شاء الله تعالى.
أخي الكريم! لابد أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، وانظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث إليهم، وابدأ أنت بالسلام، وتبسم في وجوه الناس حين تتحدث إليهم، وحاول أن تختلط بالناس من خلال المشاركة في الرياضة الجماعية، وحضور مجالس العلم وحلقات التلاوة والذكر.. هذا كله أخي الكريم يفيدك كثيراً.
أريدك أيضاً أن تتخيل نفسك في موقف يتطلب منك أن تخطب أمام الناس، أو تقدم عرضاً في موضوعٍ معين، عش هذا الخيال كأنه حقيقة، وحاول أن تطبقه..هذا مهم جدّاً.
أخي الكريم! ذكرنا لك تمارين الاسترخاء، وأشرت إلى أنه يمكن أن تتدرب عليها من خلال الحصول على كتيب أو شريط من إحدى المكتبات، وباقتضاب شديد أقول لك: إن هذه التمارين تنقسم إلى عدة أقسام، منها تمارين التنفس المتدرج، وهنالك تمارين استرخاء العضلات المتدرج، وهي متشابهة لدرجة كبيرة، وتتطلب التركيز والقناعة بفعاليتها.
لتطبيقها: أجلس في مكانٍ هادئ، غرفة ليس بها إضاءة شديدة أو ضوضاء، ويمكنك أن تجلس على كرسي مريح، أو أن تضطجع على السرير، وكلاهما جيد، بعد ذلك أغمض عينيك، وفكر في حدث سعيد وجميل، وافتح فمك قليلاً، وارفع رأسك قليلاً، وخذ نفساً بعد ذلك بطيئاً وقوياً عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أمسك الهواء قليلاً في الصدر، بعد ذلك قم بإخراج الهواء (الزفير) عن طريق الفم، ويجب أن يكون ببطء وقوة.
هذا التمرين يكرر خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ثم بعد ذلك يمكنك أن تطبقه مرة في اليوم.
هنالك تمارين استرخاء العضلات التدريجية، وهذا أيضاً تمرين بسيط جدّاً يعتمد على أن تقبض على مجموعة معينة من العضلات ثم تقوم باسترخائها، فمثلاً ابدأ بعضلات راحة اليدين، قم بالشد عليها وقبضها بشدة حتى تحس بألم وانشداد في عضلاتها، بعد ذلك قم باسترخائها وقل لنفسك (الآن أنا أطلقت راحة يديَّ وأحس بالراحة والاسترخاء)، ثم كرر نفس التمرين مع عضلات الوجه، وقم بقبضها وشدها بغمض عينيك بقوة، ثم قم باسترخاء الوجه وكذلك عضلات العيون، ثم عضلات البطن: اقبض ثم شد ثم أطلقها واسترخ، وكذلك عضلات الصدر والرقبة والكتفين والفكين، هذه مهمة جدًّ، كأن تقبض على الفكين بشدة وقوة، ثم بعد ذلك تقوم بإطلاقهما واسترخائهما، وكذلك عضلات القدمين والساقين.
هذه هي تمارين الاسترخاء ببساطة، ولو تحصلت على من يدربك عليها أعتقد أن ذلك أيضاً سوف يكون مفيداً لك.
وللفائدة أكثر حول العلاجات السلوكية يمكنك أن تطلع على هذه الروابط:
(267560 - 267075 - 257722).
عليك دائماً بالدعاء: ((قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي))[طه:28]، فهذا دعاء نبي جميل ذكره الله تعالى في كتابه الكريم، عليك أن تلتزمه، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان نها

    ما اجمل ان لا يستحي المرء من عيب فيه بل يسعى لحله وما اجمل ان يجد من يساعده ثم يكتشف انها كانت مشكلة كثير من الناس و لكن استحوا من البوح اهنئك على جرئتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً