الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التغلب على التدهور الطارئ في المستوى الدراسي لدى اليافعين

السؤال

ابنتي من مواليد (1996) أي 14سنة، في الصف العاشر وتدرس المنهج البريطاني، بدأ مستواها التعليمي يتدهور، مع العلم أنها في بداية دراستها كانت متفوقة جداً، لكن كلما ذهبت للمراحل الأعلى يتدهور مستواها، ولا تحب أن تُسأل، وإذا سألتها لأساعدها تجيب بأنها تعرف.

أفيدوني فمستواها أصبح متدهوراً جداً، وهي في مرحلة مهمة، ولا أعرف ماذا أفعل لنحسن المستوى، أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم غيداء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذه الابنة كان مستواها التعليمي ممتازاً، ثم ظهر التدهور، وهذا يجعلنا نطمئن أن مستوى إدراكها وذكائها طبيعي، والتدهور الذي حصل هو تدهور مكتسب، والتدهور أسبابه معروفة جداً، وهي إما لأسباب متعلقة بالطفل نفسه، أو الظروف، أو البيئة في المدرسة أو في البيت، هذه هي المكونات الثلاثة التي يجب أن نستكشفها.

أعتقد أن الموضوع يتطلب منك أن تجلسي بهدوء مع ابنتك، وتتدارسي كل هذه الظروف، هل هنالك أمر يتعلق بحياة الطفلة؟ نعم، نعرف أنها في مرحلة فيها شيء من الهشاشة النفسية بالنسبة للأطفال واليافعين في مرحلة البلوغ وما بعدها، ولكن قطعاً بإرشادها وطمأنتها وإلمامها بحقائق الحياة سوف تتخطى هذه المرحلة -إن شاء الله تعالى-.

الأمر الثاني هو نوعية الرفقة التي ترافقها ابنتك، وهذا مهم جداً، يجب أن تعرفي عن صداقتها، عن علاقتها مع بقية الفتيات، وهذا مهم جداً.

هنالك أمر آخر مهم جداً، كيفية قضائها لوقتها، الآن الكثير من الأطفال بكل أسف يضيعون الكثير من الأوقات من خلال الإنترنت وخلافه، وهذه يجب أن يتم تدارسها، وعليك أيضاً أن تذهبي للمدرسة وتسألي المعلمة المسؤولة عنها عن مدى تجاوبها مع المعلمات وعن مزاجها، وهذا كله يجب أن يتم الاستفسار عنه.
بعض الأطفال واليافعين قد يمرون بحالات اكتئابية، والاكتئاب لا يظهر أبداً في شكل حزن وكدر لدى هؤلاء اليافعين، إنما قد يظهر في شكل تدهور أكاديمي، أو اضطراب مسلك، أو شيء من هذا القبيل، فإن كنت قد لاحظت على ابنتك علامات عدم الارتياح، وربما يكون أيضاً لديها علة من هذا القبيل أو من الاكتئاب الخفيف، هذا بالطبع لابد أن يعالج عن طريق الطبيب.

أياً كان سبب هذا التدهور، عليك أن تتقربي إلى ابنتك، وأن تطمئنيها وأن لا تجعليها مهمشة في البيت، كلفيها ببعض المهام، حاولي أن تستشيريها، حاولي أن تخترقي وجدانها وأفكارها لتطلعي عليها دون أن تشعريها بأنك تتدخلين في كل كبيرة وصغيرة في شأنها.

من المهم جداً أن تعلميها كيفية إدارة الوقت، وإدارة الوقت يجب أن تشمل وقت الراحة، ووقت الترفيه بما هو مشروع، بأن تخصص وقتاً للدراسة، وإذا كان لديها إخوة في مراحل دراسية يجب أن يختاروا جميعاً وقتاً واحداً للدراسة، هذا يتم فيه تشجيع الإنسان على الدراسة ويتحسن استيعابه، لكن لا يمكن أن يكون أفراد الأسرة منشغلين بأشياء أخرى، ويطلب من أحد أفراد الأسرة الذهاب ليجلس ويدرس، هذا صعب جداً، وليس مجدياً.

من الجميل جداً أن تحفزيها وتشجيعها على الأسس الرئيسية التي من خلالها تستطيعين أن تساعدي ابنتك، وتعرفي حقيقة ما يدور في ذهنها، وسبب هذا التدهور، إذا عرف السبب سوف تتم المعالجات، وهذا هو الضروري، وهل الأمر يتمحور حول الفتاة، أم هو أمر في المدرسة، أو متعلق بالرفقة، أو متعلق ببيئة المنزل، هذه هي الأسس الرئيسية التي من خلالها يجب أن تنطلقي وتساعدي ابنتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً