الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي أدمن الأفلام الإباحية، ويبتعد عني، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة ولا أعلم ما الحل لهذه المشكلة، فقد كنت حاملا السنة الماضية وبسبب الحمل وتعبه، وبعدها كبر بطني ابتعد عني زوجي، وبدأ بممارسة العادة الجنسية، وبعد ولادتي أدمن على مشاهدة الأفلام بحجة أني اكتسبت الوزن، ولم أعد أعجبه، حاولت أن أتقرب منه ولكنه صدني، ولا أعلم ماذا أفعل، فلقد أدمن الأفلام، وأصبح لا يطيق لمسي له.

أرجو مساعدتي، والمشكلة الأكبر أنه بعيد كل البعد عن الله سبحانه وتعالي، ولا أعلم ماذا أفعل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ a7san1980 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يهدي زوجك إلى سواء السبيل وأن يرده إليه ردًّا جميلاً.

لا شك أيتها الكريمة أن ما ذكرته من أحوالك ليس عذرًا مبررًا لزوجك أن يقع فيما حرم الله عز وجل عليه من النظر إلى المشاهد المحرمة أو ممارسة العادة القبيحة، ولكنه في الحقيقة أسير لغلبة الشهوة والهوى مع ضعف في الإيمان كما ذكرت من ابتعاده عن الله سبحانه وتعالى والاشتغال بطاعته، ومن ثم فهو بحاجة إلى من يرحمه ويحاول أن يأخذ بيده، وأنت أقرب الناس إليه وأولى الناس بأن تقومي بهذا الدور، ونحن نأمل أن تحتسبي أجرك عند الله سبحانه وتعالى، وحاولي السعي في إصلاح زوجك بقدر الاستطاعة، والله عز وجل لن يضيع أجرك، وسيعود عائد هذا الجهد عليك بالخير في دنياك وفي آخرتك.

ننصحك أيتها الكريمة بأمور لعلها أن تكون سببًا في إصلاح زوجك:

أول هذه الأمور محاولة إسماع زوجك المواعظ التي تذكره بالدار الآخرة، ويستحسن أن تكون عن غير قصد، أي لا يشعر بأنه المقصود بها، وتركزي على المواعظ التي فيها ذكر الموت وذكر الجنة والنار والوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى وأحوال القبر، وفي هذا ستجدين مواد مسجلة كثيرة على موقعنا وعلى غيره من المواقع الإسلامية النافعة.

وفي هذه المواعظ إيقاظ للقلب وطرد للغفلة، وهي بإذن الله سبحانه وتعالى ستكون مفتاحًا لصلاح هذا الزوج.

الوسيلة الثانية أيتها الكريمة: محاولة تذكيره بالصلاة وحثه عليها، ولا بأس بأن تذكريه بالصلاة في وقتها وأن يصليها في البيت، وتذكريه بفضل الصلاة والأجر عليها وأنها عماد الإسلام وأنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وأنها الفرق بين الإسلام والكفر، وأنها تكفير للذنوب والسيئات، وسببًا لدخول الجنات.

ولا شك أيتها الكريمة أن النفس البشرية مجبولة على حب من أحسن إليها، فإذا وجد الزوج النصيحة بالأسلوب الحسن وشعر بالرفق والرحمة والحرص على الخير له نأمل إن شاء الله أن يكون سريع الإجابة والتفاعل مع هذا النوع من المواعظ.

وإذا قدرت أيتها الكريمة بعد ذلك على حثه على حضور الصلاة في المسجد وحضور جماعة المسجد ومجالسة أهل المسجد فإن في هذا خير كثير له وسيعود نفعه على سلوكه وأخلاقه.

الوسيلة الثالثة: محاولة ربطه بالرفقة الصالحة، وأنت قد يكون لك دور بالغ في هذا من جهة ربط العلاقات الأسرية مع الأسر الصالحة التي فيها رجال صالحون، فيجالسونه ولو في بعض الأحيان، ومن ثم قد تنشأ علاقات بينه وبين هؤلاء الناس فيكونون سببًا في صلاحه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المرء على دين خليله) والحكماء يقولون (الصاحب ساحب).

الوسيلة الرابعة أيتها الكريمة: الاجتهاد في الدعاء له بالهداية والصلاح، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فلا تيأسي ولا تملي، فإن الله عز وجل على كل شيء قدير، وإذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون.

هذا عن محاولة إصلاح الزوج وتجنيبه الوقوع في الحرام و الأخذ بيده ليعرف ما له وما عليه، لعله أن يفيق وينتبه من هذه الغفلة التي هو فيها.

وأما من جانبك أنت فنحن ننصحك أيتها الكريمة بالاهتمام بالتجمل والتبعل لزوجك بقدر الاستطاعة ولو لم تلمسي أثرًا قريبًا منه الآن والاهتمام بك الآن، لكن لا يجعلك هذا تيأسين وتميلين بعد ذلك إلى إهمال نفسك أو إهمال منظرك أمام زوجك. فننصحك بالتجمل وحسن التبعل لزوجك بقدر الاستطاعة، وهو مهما حاول الانصراف عنك لكنه سيجد نفسه محتاجًا إلى زوجته لا محالة، فإذا وجد المنظر الذي تقر به عينه ووجد الرائحة التي تجذبه إلى زوجته فإنه بمقتضى فطرته وجبلته سيميل إليك.

الاهتمام ببدنك أيتها الكريمة أمر قد يكون مهمًا في طرد النفرة بينك وبين زوجك، فإذا كنت فعلاً تعانين من البدانة فهناك وسائل ميسرة سهلة إن شاء الله تعرفينها، وينبغي أن تكثري من القراءة وتثقفي نفسك حول هذه الجوانب، وممارسة قدر يسير من الرياضة في اليوم والليلة، مع الاهتمام بنوع الطعام الذي يأكله الإنسان، كفيل إن شاء الله بأن يزيل عنك ما تجدينه من بدانة إذا كانت هناك بدانة كثيرة، ولكن رأس الأمر وعمدته أن تهتمي بالتجمل والتبعل لزوجك بقدر الاستطاعة، وإذا فعلت هذا فقد خلصت مما عليك وقمت بما ينبغي أن تقومي به، وليس بعد ذلك إلا أن تتوجهي إلى الله سبحانه وتعالى بصادق الدعاء والاضطرار أن يصلح ما بينك وبين زوجك.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويأخذ بيدك إليه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً