الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع وإرهاق ورغبة في التقيؤ.. ما علاج مجموعها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي منذ كنت صغيرة في أني عندما أذهب إلي نزهة أو السوق، وعندما أقضي خارج البيت مدة طويلة أو أكون عملت في البيت ساعات طويلة متواصلة أصاب بأعراض.

توضيحا أكثر: مثلا عندما أذهب في زيارة لأحد أو أحضر زفافا مثلا، أو عندما أكون في السيارة لمدة أكثر من ساعتين في طريق وعر أو مزدحم تبدأ الأعراض بالصداع الخفيف في منتصف رأسي، وبداية لوعة، ويستمر الصداع والألم في الزيادة تدريجيا، حتى أبدأ أشعر بإرهاق، ورغبة في الخروج من المكان عندما يصبح الألم في رأسي وفي عيني شديدا، وتراودني رغبة قوية بالتقيؤ.

تكمن المشكلة في أنه إذا صادف وأكلت شيئا في خلال هذه الفترة، سواء وجبة دسمة أو حتى أشياء خفيفة كعصير وحلوى، أشعر بعد أكله أنه لم ينهض وأني سأتقيؤه.

حين أرجع إلى البيت لا أستطيع عمل أي شيء حتى لو كان مجرد ترتيب أشيائي، فأتجه مباشرة إلى سريري، مع استمرار الألم في الرأس والعين، وشعور بالتقيؤ والدوخة، وأحاول النوم لكن دائما أعاني لأني لا أستطيع من قوة الألم!

غالبا ما يحدث أنه بعد كل المعاناة تشتد اللوعة، حتى تبدأ معدتي تستفرغ.

بعدها طبعا أحس أن وضعي أفضل مع أنه يستمر الصداع والإرهاق.

جربت أن آخذ مسكن (باندول)، ولكن ما إن أبتلعه حتى تبدأ معدتي بالاستفراغ.

ذهبت إلى الطبيب، وعملت تحليل الدم، وفحوصات، فأخبرني أن كل شيء سليم، ذهبت إلى طبيب العيون لأن عندي مشكلة ضعف النظر، واعتقدت أنها السبب، فأخبرني أنه كل شيء سليم ولا علاقة للنظر بمشكلتي.

هذه المشكلة أصبحت تؤثر علي كثيرا، فأصبحت أخاف أحضر أي مناسبة أو زيارة طويلة، أو أي نزهه، وإذا ذهبت فأنا لا أقدر أن أستمتع!

أستمر بالتحدث مع الجميع، لأني ما بعد الساعتين أبدأ أعاني من الأعراض حتى إنني أصبحت أخاف أكل أي شيء خلال هذا الوقت، لأنه دائما ما تحصل نفس النهاية وتنتهي ليلتي في معاناة.

أتمنى أن تساعدوني، علما أن عمري 25 سنة، عازية، وطولي 165 ووزني
56 ، ولا أعاني من أية أمراض والحمد لله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الناحية التشخيصية حالتك أقرب ما نسميه بالرهاب الاجتماعي البسيط، فهذه المخاوف تبدأ عند الإنسان بسيطة ودون أن يستشعرها، لكن بعد ذلك قد تتحول إلى حالة قلقية وسواسية، ويكون هنالك رابط في ذهن الإنسان أنه إذا كان في المكان كذا وكذا أو في وضع كذا وكذا فإنه سيحدث له القلق والتوتر والصداع كما ذكرتِ والرغبة في التقيؤ.

إذن: الخوف البسيط وعدم الراحة النفسية في بعض المواقف، والمواقع هي الأساس في هذه العلة، لكن يظهر أن النمط الوسواسي قد استمر لديك مما جعل هذه الحالة تتواصل.

هذه الحالات أيتها الفاضلة الكريمة تعالج بالتجاهل، وأن تقطعي الرابط الفكري الذي يهيئك لهذا الوضع، بمعنى أن تقولي لنفسك (كانت تأتيني هذه الحالات في وضع معين أو حين أكون في السيارة وبعد ساعتين من الزمن يحدث لي هذا الأمر، لكن إن شاء الله تعالى لن يحدث لي في المستقبل) أي ليس من الضروري أن تستمر الأعراض على نفس النمط.

هذا مهم جدًّا، فلا بد أن تقطعي الصلة التثبتية الداعمة للخوف، وهي توقعه وانتظاره، بل البحث عنه بصورة لا شعورية من خلال العقل الباطني، فالتجاهل وتحقير الفكرة سوف يساعدك كثيرًا.

كذلك أن تعرضي نفسك لهذه المواقف دون أن تتوقعي الأعراض التي تحدث لك، هذا نسميه بالتعرض مع منع الاستجابة السلبية، وهو من التعليمات السلوكية المعمول بها والمفيدة جدًّا.

من المهم أيضًا أن تبني أنماطاً اجتماعية جديدة في حياتك، فمثلاً الذهاب إلى أماكن تحفيظ القرآن، هذا نوع من اللقاء الاجتماعي الممتاز، والهدف واضح وهو الرفقة طيبة، قد يمتد إلى ساعتين أو أكثر، فهذا نوع من التعرض الاجتماعي الذي أعتقد أنه سوف يساعد في تعريضك إلى محيط جديد ونمط جديد وفكر جديد، ولن تحدث لك فيها هذه المخاوف إن شاء الله تعالى.

زيارة الأهل والأرحام، والانخراط في أي نشاطات اجتماعية أخرى مثل الأعمال الخيرية النسوية، هذا يُضيف كثيرًا لرصيد الإنسان الفكري والقيمي، ويقوي حقيقة النفس والمفاهيم الإيجابية لدى الإنسان..هذا أيضًا أنصحك به.

بقي أن أقول لك أنه توجد علاجات دوائية ممتازة جدًّا لحالتك ومحتاجة لدواء بسيط ولفترةٍ ليست بالطولة، وإن شاء الله الدواء سوف يكون بجرعة صغيرة.

الدواء يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) واسمه العلمي هو (باروكستين)، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية، فيمكنك أن تتحصلي عليه وتبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة، تناوليها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعيها إلى حبة كاملة - أي عشرين مليجرامًا - استمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، وبالمناسبة هذه الجرعة جرعة صغيرة؛ لأن هذا الدواء يمكن أن تكون جرعته ثلاث إلى أربع حبات في اليوم، لكن أنت لست في حاجة لهذه الجرعة.

بعد انقضاء فترة الثلاثة أشهر خفضي الجرعة مرة أخرى إلى نصف حبة يوميًا، واستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم توقفي عن تناول الدواء.

كما أكدت لك سابقًا الدواء فعال جدًّا وسليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، ننصحك بالطبع بالرقية الشرعية، فهي زاد للإنسان، ووسيلة علاجية نحسب أنها من أفضل ومن أسهل ما يمكن أن يمارسه الإنسان.

في الختام أختنا الكريمة: لا يفوتنا أن نذكرك بالرقية الشرعية، فهي من كتاب الله سبحانه وقد قال تعالى : (وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ) فيمكنك أختنا اللجوء إليها وستجدينها في هذه الروابط:
(237993- 236492-247326)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر رشا

    أعاني من نفس الاعراض بسبب التهاب الجيوب الأنفية
    أعتقد تذهب لطبيب أنف وأذن معروف..وتعمل أشعة على الجيوب الأنفية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً