الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخجل عند جلوسي مع أناس اجتماعيين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

بحثنا عن المستشار المؤتمن فوجدناه في هذا الموقع, جعله الله في موازين حسناتكم, وجزاكم الله عنا كل خير.

أنا فتاة عندي مشكلتان:
الأولى: أني عندما أجلس مع ناس كبار في السن أو أناس خجولة أتكلم بدون أن أشعر بالارتباك، لكني عندما أجلس مع أناس واثقين وجريئين ويأخذون ويعطون بالكلام أصبح إنسانة مختلفة لا أتكلم إلا نادرا، مع أن فيّ صفات أفضل منهم بكثير, فما تفسر هذه الحالة؟ وكيف أتغلب على هذه المشكلة؟

أما مشكلتي الثانية فهي: أني أصاب برعشة في يدي عندما يحصل موقف مواجهة مديرة, أو صب القهوة للضيوف, فأنا وقتها أكون قلقة من داخلي, أحاول أن أخفي القلق في كلامي لكن رعشة يدي تزيد ارتباكي, أريد الحل وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ renad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
نقدر حقيقة مشاعرك حول إسلام ويب، وإن شاء الله تعالى خصوصيتك مقدرة جداً, ونسأل الله لك العافية والشفاء.

أريد أن أبدأ بأن أطمئنك حالتك بسيطة جداً، ونحن نهتم بتشخيص الحالات, وبعد ذلك نتحدث عن الآليات العلاجية، ومن خلال وصفك الذي هو واضح جداً أقول لك إنك تعانين من حالة أو ظاهرة نفسية بسيطة تسمى بالرهاب الاجتماعي، وهو الدرجة البسيطة وحالتك الحمد لله تعالى لم تصل إلى مرحلة المرض, وهي مجرد ظاهرة بسيطة.

ما يحدث لك من الارتباك أمام بعض الناس هو نتاج من مفهوم فكري داخلي يأتيك أنك سوف تفشلين أمام هؤلاء الناس، وأن مقدراتك أقل منهم, والذي يحدث هو أنه توجد مادة في الجسم تسمى بالأدرنالين يتم إفرازها عند حدوث بدايات الخوف, وهذا يؤدي إلى المزيد من الارتباك, وربما الشعور بالتلعثم, وحتى موضوع الرعشة في اليدين هي ناتجة من خلال هذه التغير الفسيولوجي، فأرجو أن تطمئني تماماً، وأنا أؤكد لك أن حالتك بسيطة، ومن الضروري جداً للمخاوف أن تواجه، والهروب من المواقف يزيد المخاوف.

ولذا أنصحك أن تواجهي هذه المواقف, وأؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أبداً، ولن تفشلي أمامهم، وحتى شعورك بالرعشة في اليدين ربما يكون مبالغا فيه، انظري إلى الناس مهما كانت مواقعهم ومهما كانت وظائفهم، ومهما كانت أحوالهم، انظري إليهم فقط كأنهم بشر مع التقدير والاحترام، في نهاية الأمر الناس سواسية في خصائصها البيولوجية, الناس تأكل وتنام وتذهب إلى بيت الخلاء، وتمرض وتموت، مهما كان شأن هذا الإنسان هذا هو مآله, أرجو أن تكون هذه النظرة لديك حين التعامل خاصة المواقف التي تحسين فيها بشيء من الرهبة حين تقابلين مجموعة معينة من الناس.

الأمر الآخر: أنت لست بأقل منهم, ربما تكون لديك ميزات أفضل بكثير من الناس، إذن هذا هو المبدأ المواجهة.

ثانياً: أريدك أن تطبقي تمارين نسميها المواجهة في الخيال، وهذه تمارين سلوكية بسيطة ومفيدة إذا طبقت، ولتطبيقها اجلسي في الغرفة تخيلي أنك أمام جمع من الناس فيهم من وصفتهم بأنهم ناس واثقون من أنفسهم وجريئون، ومن أصحاب المناصب، وطلب منك أن تقدمي عرضاً وتتكلمي في موضوع معين، تخيلي هذه الموقف وابدئي في الكلام، حضري أي موضوع وتخيلي أنك أمام هؤلاء الناس, يجب أن لا يقل هذا التمرين عن خمس عشرة دقيقة, ويجب أن تكرريه يومياً لمدة أسبوع, وأن تتكلمي عن مواضيع مختلفة, وتصوري أن مجموعات الناس قد تغيرت وليست نفس المجموعة التي واجهتها سابقاً ، هذا التمرين يسمى التعرض في الخيال وهو مفيد جداً وإن كان بعض الناس يراه مضحكاً لكن أسسه العلمية قوية جداً.

نصيحتي لك هي: اللجوء إلى المواجهات الاجتماعية الجمعية, مثلاً أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن هذه أماكن يحس فيها الإنسان بالطمأنينة, ونفس الوقت يتفاعل تفاعلا اجتماعياً ممتازاً.

أنصحك أيضا بالتدرب على تمارين الاسترخاء وهي تمارين جيدة ومفيدة ولتطبيقها أرجو أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.

الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، والأدوية مفيدة جداً في مثل هذه الحالات, ونحن في إسلام ويب نحرص تماماً أن نصف الأدوية السليمة, والدواء لا يتطلب وصفة طبية، لكنه من الأفضل أن تخطري والديك أنك في حاجة إلى هذا الدواء، والدواء يسمى باسم زيروكسات Seroxat وأيضا اسمه باكسيل Paxil واسمه العلمي هو باروكستين Paroxetine , الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة أي (10) مليجرام وتناوليه ليلا بعد الأكل لمدة عشر أيام, وبعد ذلك اجعليها كاملة تناوليها ليلا لمدة ثلاثة أشهر, ثم خفضيها إلى نصف حبة مرة يوميا لمدة شهر, ثم توقفي عن تناول الدواء.

هنالك دواء أخر مساعد يعرف باسم أندراك تناوليه بجرعة (10) مليجرام صباحاً لمدة شهر, ثم توقفي عن تناوله, وهذه أدوية سليمة, وغير إدمانية, وغير تعودية, ولا تؤثر على الهرمونات النسوية.

الجزء الأخير في هذه الاستشارة هو إدارة الوقت بصورة صحيحة, وأن تركزي على دراستك، وأن تكوني من المتفوقات والمتميزات، وهذا إن شاء الله يعطيك المزيد من الثقة في نفسك, ويجعلك تستشعرين مقدراتك بصورة أكثر إيجابية.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

كما ننصحك بمراجعة (419521 - 19762 - 226256 - 285306) التي تتحدث عن علاج الخجل سلوكيا ففيها خير كثير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • احمد الاحوازي

    جزاكم الله الجنه..... انا ايضا عندي هذي الحاله،، شكرا للمعلومات اخواني الكرام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً