الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يدي حساسة جدا تتأثر بأي شيء فما الحل؟

السؤال

يدي تتأثر جدا من أي شيء أعمله، من تنظيف، أو ترتيب في المنزل، حتى لو ذهبت للمحل وحملت الأكياس تتأثر، وتظهر فيها حبوب صغيرة فيها ماء، ثم تصبح جافة ومتشققة، وأشعر بحكة، ولم ينفع مع يدي أي كريمات أو أي علاج.

أريد حلاً.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحل باختصار هو: الوقاية، فالوصف يتوافق مع أكزيما التماس، خاصة وأن ما يحدث هو وجود الحبوب، ونز الماء ثم الجفاف، ثم التشقق، وهذا تماما يصف مراحل الأكزيما، فالوصف إذن يتطابق مع الأكزيما، والأكزيما مرض تحسسي متعلق بأسباب داخلية -أي القابلية لهذه الأكزيما- أو أسباب خارجية -أي التماس مع المواد التي يُتحسس منها-.

والأكزيما في اليدين من الأمراض الشائعة، وغالبا سببها واحد أو أكثر من الأشياء التي نلمسها بأيدينا -وما أكثرها، وما أصعب الإحاطة بها- والمتهم الأكبر الصابون، وأدوات التنظيف، وكذلك القفازات النايلون، والبودرة الموجودة في القفازات.

أما العلاج الوقائي، فيبدأ بمعرفة السبب والابتعاد عنه، وكذلك باستعمال القفازات القطنية 100% البيضاء الطويلة، وفوقها القفازات النايلون الأقصر.

وأما العلاج الطبي، فيتم باستعمال (الكورتيزونات) الموضعية، ونستعمل الكريم للشكل الناز، والمرهم للشكل الجاف، ولكن كثرة استعمال (الكورتيزون) تؤدي إلى بعض المضاعفات الموضعية، ولذلك في الحالات المزمنة قد يلجأ إلى أشباه أو بدائل (الكورتزونات) الموضعية, كما أشرنا في استشارة سابقة إلى بدائل (الكورتيزونات).

وأحياناً تعطى مضادات (الهيستامين) لتهدئة الحكة أو المريض أو كليهما، وأحيانا تعطى المضادات الحيوية لتغطية الإنتانات الثانوية -أي التالية لتأكزم الجلد وفقدانه القدرة على المقاومة أمام الجراثيم- وأحيانا تعطى (الكورتيزونات) الجهازية عن طريق الفم في الحالات الشديدة والمعاندة، وأحيانا نشارك بين ما سبق، وكل ذلك يحتاج إلى الإشراف الطبي.

كما يجب التفكير بالفطريات التي تصيب اليد وتتأكزم، وذلك بالفحص المباشر للفطريات, أو المزرعة الفطرية، وقد تصاب الأكزيما بالفطريات، كما وأن حدوث الفطريات يزيد باستعمال (الكورتيزونات) الموضعية، أو الجهازية.

إن الأدوية المستعملة في علاج الأكزيما هي جيدة, ولكنها تكون محدودة الفائدة إن لم تتم الوقاية الكافية لمنع عودة المرض، وإن استعمال (الفازلين) أو (الغليسيرين) قد يكون مفيدا إن كانت الأكزيما جافة، والجلد متسمكا ومتشققا، ولكن يجب عدم استعمالهما في المرحلة الحاكة أو الحادة أو النازة، وقد أشرنا أعلاه إلى أن كل مرحلة من مراحل الأكزيما تحتاج سواغا خاصا -أي مرهما أو كريما أو لوشنا-.

وقد يكون التخفيف من أعمال المنزل باستقدام خادمة تساعد في العمل، وتقلل من احتمالات الأكزيما، كما وقد يكون لشراء الجلاية دور في الإقلال من استخدام الصابون على اليد.

هذا وإن حالة مزمنة كهذه تستوجب المتابعة على المدى الطويل مع طبيبة متخصصة.

الخلاصة: في الأكزيما يجب معرفة السبب، وتجنبه، واستعمال الأدوية بالشكل الصيدلي المناسب، وحساب احتمال المضاعفات، وعلاجها كالإنتان.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً