الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلازمني الدوخة في كل مكان وكأنها صديق لي.

السؤال

أنا طالب في الثانوي، قلق جداً، بدأت حالة معي منذ وقت طويل، وأنا بصف السادس الابتدائي، عبارة عن دوخة مستمرة، في المدرسة، وفي المسجد، حتى وأنا أكتب هذا الكلام، وأخاف من الخروج من المنزل؛ لأني لو خرجت تأتيني الدوخة في السوق، حتى إن أمي تريد الذهاب للسوق وأنا لا أوافق، أقوول لها أنا مشغول، لا أريد أن أقول لها أني أحس بدوخة؛ لأنها تخاف علي وسأثير قلقها.

في المدرسة تأتني الدوخة في الفصل، وأنا لا أريد أن أخرج من الفصل أو أستأذن من المدرس، ولكن الدوخة تجبرني، فمن لديه الدواء يداوني، أسأل الله له الجنة.

أرجوكم أنقذوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالشكوى من الدوخة لا بد أن نتأكد هل هي نفسية أم هي عضوية -أي ناتجة من مرض جسدي-؟

أنت وصفت حالتك وصفاً جيداً، يجعلني أقول أن حالتك حالة نفسية، ويظهر أنها ما نسميه بالخوف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي؛ حيث أنك لا تفضل الخروج من المنزل، ولا تفضل التفاعلات الاجتماعية، مثل المواجهات في الأسواق، وحتى المواجهات في المدرسة تفضل أن تكون جالساً داخل الفصل هذه هي المكونات الاجتماعية للخوف الاجتماعي، وقد يشعر الإنسان بشكل دوخة -كما ذكرت وتفضلت-.

الجانب الآخر وهو الجانب العضوي: أمراض الأذن الداخلية كثيراً ما تؤدي أيضا إلى الشعور بالدوخة، إذاً البداية الصحيحة هي أن تذهب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة ليقوم ببعض الفحوصات لك؛ وذلك من أجل التأكد فقط، وإذا أكد أنه الجانب نفسي -وهذا الذي أعتقده- فأقول لك: إنك شاب، ولديك طاقات نفسية وجسدية كبيرة، وعليك أن تتجاهل هذه الدوخة، وأن تجبر نفسك على فعل الأشياء التي تحس فيها أن هذه الدوخة سوف تأتيك، أرجو أن يكون هذا واضحاً، أريدك أن تكثر من الخروج إلى الأسواق وإلى المدرسة، وفي المسجد تكون في الصف الأول، فهذا نسميه بالتعرض، وهو أفضل وسيلة لعلاج الخوف الاجتماعي.

أؤكد لك أن هذه الدوخة سوف تختفي تماماً، وأنه لن يحصل لك أي مكروه -إن شاء الله- عند المواجهة، فلن تسقط أرضاً، ولن تحرج أمام الآخرين، لأنه لا أحد يلحظك أصلاً، وهذه مشكلة كبيرة -أي أن الإخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائماً عندما تأتيهم أعراض التعرق أو الدوخة أو الرعشة في القلب أو تسارع دقات القلب، يأتيهم اعتقاد أنهم مراقبون من الآخرين، وأن كل واحد يلاحظهم، ويقرأ ما في داخلهم، ويلاحظ عليهم الدوخة والرعشة، وهذا الاعتقاد ليس صحيحاً-.

إذاً هذا هو خط العلاج الأول، والخط الثاني هو العلاج الدوائي، توجد أدوية ممتازة وفعالة جداً، يوجد عقار زيروكسات ولسترال، وهي من الأدوية الممتازة، وأنا حقيقة أنصحك بتناول (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) والجرعة صغيرة بالنسبة لحالتك هي أن تبدأ بنصف حبة، ونصف الحبة تحتوي على 25 مليجرام، تناولها يوميا ليلاً بعد الأكل، وبعد عشرين يوماً ارفع الجرعة إلى حبة واستمر عليها لمدة 4 أشهر، بعد ذلك خفضها لنصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بالطبع لا بد أن تشرك أسرتك في قرار تناول الدواء، وأنا أؤكد لك أنه سليم، وأنه فعال وغير إدماني، ولا يحتاج إلى وصفة طبية.

عليك بالاجتهاد في دراستك، والرياضة، والتفاعل الاجتماعي، وتجاهل هذه الدوخة، مع تناول هذا الدواء الذي وصفناه لك، هذه هي العلاجات الأساسية، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً