الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضيق وخوف وإحساس بالموت خصوصاً عند ركوب السيارة

السؤال

أنا شاب عمري (22) سنة، لدي بعض المشاكل، ولا أستطيع أن أواجهها، مثل الإحساس بضيق التنفس في أوقات كثيرة، ومثلاً لو ركبت سيارة ولم أستطع أن أبلع ريقي أو أن ريقي جف أحس أنني سأموت، وأريد أن أخرج من السيارة بسرعة، وأشعر بدقات قلبي سريعة، ورعشة في الجسم، وأيضاً أشعر بعدم الثقة في النفس أو مواجهة أي شخص والإحباط، وأني لا أستطيع أن أعتمد على نفسي في المستقبل أو أحقق أهدافي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تعاني مما يسمى بقلق المخاوف، ويتمثل ذلك في ضيق التنفس، وربما سرعة تضارب القلب وصعوبة بلع الريق، خاصة حين تكون في الأماكن الضيقة مثل ركوب السيارة.

المخاوف دائمًا تكون مكتسبة، وربما تكون ناتجة من تجربة سلبية سابقة، حيث إن الإنسان إذا تعرض لأي نوع من المخاوف في طفولته أو في مرحلة اليفاعة ربما يؤدي ذلك إلى ظهور هذا النوع من المخاوف، المهم أن الذي تعاني منه هو أمر مكتسب وليس جزءاً من تركيبتك النفسية، والشيء المكتسب يمكن أن يُفقد، وذلك من خلال الآتي:

أولاً: يجب أن تحقّر فكرة الخوف، السيارات نعمة من نعم الله، وكل الناس تركبها، والإنسان حين يركب السيارة لا بد أن يكون حريصًا على دعاء الركوب، وهذا يبعث طمأنينة كبيرة جدًّا في الإنسان.

ثانيًا: أريدك أن تعالج نفسك بما نسميه بالتعريض، والتعريض هذا أقصد به أن تعرض نفسك لمصدر خوفك، مثلاً: افتح باب السيارة، اجلس في المقعد، بعد ذلك اخرج، ثم اركب مرة أخرى، وهكذا... وبقصد العلاج يجب أن تستعمل السيارة يوميًا ثلاثة إلى أربعة إلى خمسة مرات على الأقل حتى وإن كان ذلك لمسافات قصيرة.

ثالثًا: تسارع ضربات القلب وكذلك الرعشة هي عملية تغير فسيولوجي طبيعي جدًّا يحدث مع الخوف، والسبب في ذلك أن الخوف بما أنه نوع من القلق يحفز الإنسان ليحمي نفسه في المواقف التي تتطلب المواجهة، وهنا يحدث زيادة في إفراز مادة تسمى (أدرنالين) وهي التي تؤدي إلى تسارع ضربات القلب، وكذلك الرعشة، وكذلك التعرق، إذن العملية عملية فسيولوجية بسيطة جدًّا.

سوف أقوم بوصف أدوية ممتازة قوية سليمة تساعدك في تخطي هذه المخاوف إن شاء الله تعالى، لكن لابد أن تحقر المخاوف، ولابد أن تواجه، لأن هذه هي الأسس السلوكية الصحيحة لعلاج هذه الحالات، أود أن أصف لك دواء يعرف تجاريًا باسم (إندرال) -وهذا ليس هو العلاج الأساسي، لكنه علاج مساعد- تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أما الدواء الآخر الأساسي فيعرف تجاريًا باسم (مودابكس) ويسمى تجاريًا أيضًا باسم (لسترال) أو (زولفت) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي 50 مليجرامًا، استمر عليها بانتظام لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه أدوية مفيدة، فعالة، وسوف تشعر بفعاليته من الأسبوع الثالث من بداية تناولك لها، ولابد أن يكون هنالك التزام قاطع ومنضبط بالجرعة التي وُصفت وكذلك بالمدة العلاجية، هذا مهم جدًّا.

كنصائح عامة: لابد أن تطور نفسك اجتماعيًا، وذلك من خلال التواصل الاجتماعي، زيارة الأرحام، زيارة المرضى، أن تكون في رفقة الصالحين من الشباب، الصلاة في وقتها مع الجماعة في الصف الأول، ممارسة الرياضة الجماعية، إدارة الوقت بصورة صحيحة، التركيز على دراستك لتكون من المتميزين، هذه كلها مكونات إيجابية جدًّا لبناء الشخصية وتعديل السلوك وتحسين المزاج وإزالة المخاوف.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات حول وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا : (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر الاخت رجس

    نعم كلام الد.صحيح قد تشتطيع التغلب عن خوفك باتباعك للنصائح رغم اني انااعاني من نفس المشكلة ولكن انت تخاف من السيارةوانا من الحافلة هههههه ولكن قد تفيدني هذه النصائح....والسلام علكم ورحمة الله وبركاته.شكــــــــراا

  • مصر Sahar

    انا مش السيارة فقط انا المواصلات كلهاولما بكون فى مكان غير مكانى بحس بنفس الاحساس

  • سعد احمد

    سلام.
    انت تعاني من مرض مركب من مرضين بسيطين .
    المرض الأول : الخوف من الموت والاعاقة وفقدان بعض الاعضاء بسبب حوادث السيارات . الدواء واضح جدا" جدا" " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" . فاذا كانت علاقتك مع الله جيدة فلن يصيبك الا كل خير . فقد تطير بك السيارة من اوتوستراد الى اوتوستراد ولن تصيبك "خبشة " الا بمشيئة الله.
    المرض الثاني: الخجل والرهاب الاجتماعي . الدواء واضح فنصف البشرية تعاني من الرهاب ولا يمكننا وصفه بالمرض.
    ملاحظة: كل انسان لا يشعر بالخوف عند ركوبه السيارة هو شخص غير طبيعي .

  • لبنان عبد الله

    بسم الله الذي لا نبغي إلا وجهه .
    خوف طبيعي جدا" . لكن ما يؤلم حقا" أن الشخص في حالة فوبيا السيارات لا يعلم سبب الخوف ومنطقه.
    فإذا علمت سبب الخوف حلت 95% من المشكلة . إليك السبب الحقيقي للخوف عند ركوبك السيارة أو عند مجرد تفكيرك بركوب السيارة :
    إنه العقل الباطن الذي تبرمج منذ طفولتك على تكرار حوادث السير والوفيات والاعاقات فمع مرور الزمن تكيف عقلك مع هذا الواقع ؛
    سيارة تسير=حوادث=وفاة واعاقات .
    حسنا" .ما الحل ؟
    الحل أن لا تسير بالسيارة. أليس كذلك؟
    إذا القضية متعلقة بالسرعة وليست بالسيارة !!!!!!!!
    يجب أن تقود بسرعة يرضاها عقلك الباطن . ولست مجبر بأن تطيع سرعة المجانين على الاوتوسترادات .
    جرب أولا سرعة 20 خط اليمين .
    إذا لم يحدثك عقلك الباطن بشيء انتقل إلى ال 40 خط اليمين . ولا تهتم بمن حولك .
    إذا لم يحدثك عقلك الباطن بشيء انتقل إلى 60 على خط اليمين .
    60 سرعة ممتازة جدا لقضاء الحاجات ولست مضطرا بأن تلتزم بسرعة المجانين . فقط اتبع تعليمات عقلك لحماية نفسك الذي وهبك إياها الخالق .

  • أمريكا حسين

    جزاكم الله الف خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً