الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخشى أن يضغط عليّ أهلي بالتزوج من رجل غير صالح

السؤال

السلام عليك ورحمة الله وبركاته,,,

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، متخرجة من الثانوية العامة, أعمل حاليا في تحفيظ القرآن -ولله الحمد- محافظة، تعرضت لعدة مشاكل من أخي الكبير؛ لأني الكبيرة، الوالدة لها تعامل خاص مع الأولاد يختلف عن البنات -وبالتحديد الكبيرة التي هي أنا- أتمنى من الله تعالى أن يرزقني زوجا صالحا تقيا يخاف الله، ديِّنا؛ لأن أخي أتى برجل من أصحابه رمضان الماضي ولم يستشرني والدي لأنه ليس مقتنعا وبالإلحاح من أخي عليه وإصراره على موافقتي رد والدي: (الرأي رأيها) ورفضت بعد الاستخارة في صلواتي وتهجدي لمدة أسبوع، وتعرضت للجفاء من والدتي في تعاملها معي, وأخي أساء تعامله معي وسبَّب مشاكل لرفضي، انقطع صاحب أخي عن العائلة مع العلم أنه ظهر فجأة في حياتنا واختفى فجأة، وانتهى الموضوع، وبعد مرور شهر اكتشفت بالصدفة أن أخي متورط مع الرجل المتقدم لي بمبلغ مالي تيقنت بعدها سبب غضبه، وأن رفضي سبَّب له هذه المشكلة، وعلمت أيضا أن بقية إخواني هم من ساعدوه بتسديد الدين، كل هذا علمته بالصدفة, وهم يتحدثون، ويحسبون أنني لم أفهم، وكلي خوف أن أتعرض لذلك مرة أخرى؛ لأنهم يقولون أنني كبيرة ولم ولن يتقدم لي أحد، يعلم الله أنني محبوبة ومرضية للجميع, وليس مدحا لنفسي.

للعلم فأخي لا يصلي وصاحب نساء ودخان، وقمت باستشارة شيخ في الأمر السابق وقال لي: القرين بالمقارن يقترن، وأنا لا أريد إلا رجلا صالحا تقيا يخاف الله، وأنا والله خجلة، وأنا أكتب رسالتي ودموعي تسبقني، لكن والله والله والله لا أريد إلا الستر قبل أن يسبب لي أخي ما لا يطاق, ليس لدي مانع أي شخص يكون وأين يكون, أنتظر ردك أخي الكريم.

أرجو أن تساعدوني في الحل لأني بصدق كلما تأخرت صار الوضع مزمنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.

لقد أصبت أيتها الكريمة حين استخرت الله سبحانه وتعالى، وسألته أن يقدر لك الخير، وما قدره الله عز وجل من رفضك لهذا الشاب وغيابه عنكم هو الخير إن شاء الله الذي كان نتيجة وثمرة للاستخارة، فإن الله عز وجل لو علم فيه الخير لقدر لك الزواج به، وما دام قد صرفه الله عز وجل عنك فإن ذلك بإذن الله سبحانه وتعالى هو الخير.

وما أرشدك إليه كثير ممن سألتِ من أن القرين بالمقارن يقتدي وأن صديق أخيك مثله في الأخلاق كلام صحيح، فإن الناس تميل إلى من يُشابهها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله) والصاحب ساحب كما يقول الحكماء، ومن ثَم فالظن أن يكون صديق أخيك هذا مثله في أخلاقه في الغالب، وعلى كل تقدير فما دام الله قد صرفه عنك فذلك هو الخير بإذن الله.

ونحن نوصيك أيتها الكريمة بأن تثبتي على ما أنت عليه من التدين، والاشتغال بحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى وتلاوته، ونوصيك بالحرص على المزيد من التقرب لله سبحانه وتعالى وإحسان العلاقة به بكثرة دعائه واستغفاره، وكوني على ثقة ويقين بأنه سبحانه وتعالى لن يقدر لك إلا ما فيه صلاحك وخيرك، فإنه سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك.

فطيبي نفسًا وأحسني الظن بالله سبحانه وتعالى، وما قدره الله عز وجل واختاره فهو خير مما تختارينه أنت لنفسك, أشغلي نفسك بذكر الله، والتقرب إليه، والنافع في دينك ودنياك، وأكثري من صحبة الصالحات من النساء والفتيات ومجالستهنَّ، وهنَّ بإذن الله سبحانه وتعالى طريق أكيد للوصول إلى الزوج الصالح حين يُقدره الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً