الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي متأخر في النطق وهذا يقلقني، فأين المشكلة؟

السؤال

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.

لدي طفل جميل ولله الحمد والمنة عمره سنة ونصف ذكي واجتماعي ومتفاعل، لكنه متأخر في النطق.
يقول فقط: بابا وأحيانا ماما، ينطق كلمات بلا معنى مثل دادا ودادي، يفهم طلباتي منه، لدي بعض القلق من تأخره في الكلام، والمشكلة أننا انتقلنا منذ شهرين للدراسة بأمريكا، وأخاف من اختلاط اللغة عليه، البرامج في التلفزيون باللغة الانجليزية وأنوي إدخاله الحضانة بعد شهر إن شاء الله وسيكون الكلام أيضا بالإنجليزية، أخشى أن يؤثر تداخل اللغتين عليه سلبا خصوصا أنه لم يجد نطق العربية بعد.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه مشكلة حقيقية أتفق معك تمامًا أن اختلاط اللغات بالنسبة للأطفال خاصة الأولاد، فالبنت ربما يكون لديها مقدرة أكثر في التفريق اللغوي، لكن حقيقة يمكن أن نفكر في حلول؛ لأن الواقع هو أن هذا الطفل لابد أن يذهب إلى الروضة التي تدرس اللغة الإنجليزية، لابد أن يأخذ فرصته في التعليم، هذا واقع لا يمكن تجنبه.

فهنا أقول أن هذا الطفل لازال صغيرًا، وحقيقة ليس هنالك قلق أساسي في أن الأمور سوف تختلط عليه، هذه حقيقة يجب أن نتعايش معها، ويجب أن تتفهموها كأسرة، دعوا أمر الدراسة باللغة الإنجليزية والتوجيهات تكون من خلال الروضة، وأنتم في المنزل دعموا له الكلمات الإنجليزية البسيطة التي سوف يتعلمها، لكن يجب أن تركزوا على كلمات عربية معينة أيضًا نحاول أن نعلمها له، مثلاً كلمة نعم، لا، السلام عليكم، الله أكبر، وهكذا، هذه المفاهيم اللغوية العربية لن تتناقض إن شاء الله تعالى مع استيعابه اللغة الإنجليزية، والطفل يستطيع وبدرجة معقولة التفريق اللغوي بعد عمر الرابعة والخامسة، فهذه سوف تكون فترة عابرة إن شاء الله تعالى، وتتطلب منكم شيء من الجهد، وأن تختلط عليه الأمور سوف يكون أمرًا لا مفر منه أبدًا.

يأتي بعد ذلك الدور الآخر وهو أن تتاح له الفرصة مع أطفال يتكلمون اللغة العربية بقدر المستطاع، وهذا دائمًا يكون بعد عمر الثالثة، الطفل هنا يستطيع أيضًا أن يستوعب بصورة أفضل.

وطبعًا أنصح كثيرًا الأخوة والأخوات الذين يعيشون في هذه البلاد الغربية أن يحرصوا على الحضور في الإجازات إلى أسرهم وأوطانهم العربية والإسلامية، الطفل يستطيع أن يتعلم بسرعة شديدة حين يعيش في بيئة توفر له اللغة والمفاهيم والعادات العربية والإسلامية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً