الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاضطراب الوجداني.. رحلة لن تنتهي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله,,,

كل عام وأنتم بخير أحبائي طاقم عمل إسلام ويب, وأخص بالذكر سيدي الطبيب محمد عبد العليم منير دربي بعد الله سبحانه.

سيدي الطبيب: أنا كنت أراسلك منذ مدة فأنا شاب مصاب بالاضطراب الوجداني وكنت أظنه اكتئاباً لمدة 7 سنوات من المعاناة, وقد اتبعت استشارتك بتناول الليثيوم وبالفعل تحسنت حالتي ابتداءا من شهر فبراير، أنا مستمر على العلاج رغم الآلام التي يسببها مهما تناولت طعاما أو شربت فإنه يبقى مؤذيا, لكنه يبقيني بخير ولله الحمد.

لم أشأ أن أدير ظهري للماضي رغم أن ذلك قد يساعد في الانتكاسة, لكني أريد أن أكون على بيّنة، فأنا أعلم أن العلاج يقلل احتمالية الانتكاس ولا يزيله, ما الذي يتوجّب علي فعله عندها؟
وهل يفقد العلاج فعاليته تدريجيا في الوقت الحالي؟ لأني كنت سعيداً بالحزم والجديّة في شخصيتي واختفاء أية أعراض ضعف وخوف وقلق، لكنها بدأت تعود بالظهور.

الشق الأخير هو: أني أريد من سيادتك أن تضيف لي مضاد اكتئاب أو علاجا تختاره يساعد في إعادة الرغبة الجنسية لأنني ما زلت أفتقدها وأنا قريب من الزواج ولا أستطيع اتخاذ قرار بهذا الشأن.

جزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا، وأن يوفقك لما ينفعك في دينك ودنياك.

أنا سعيد جدًّا أنك التزمت بتناول الليثيوم، وأنا أبشرك بأن هذا الدواء هو دواء فعال وممتاز، خاصة في مثل عمرك، وعليك أن تصبر عليه، ولا تنزعج أبدًا لآثاره السلبية البسيطة.

أتفق معك أن حبوب الليثيوم خاصة إذا كانت من المستحضرات غير المغلفة تجعل الإنسان لا يتذوق طعم الطعام أو يتذوق الطعام تذوقًا مختلفًا، لكن توجد مستحضرات من الليثيوم مغطاة ببعض المواد الجلاتينية، وهذه لا تعطي هذا الاختلاف في المذاق، لكن هذا الأمر ليس مهمًا، وإن كان الأمر مزعجًا بالنسبة لك فيمكنك أن تتناول الليثيوم فترة المساء فقط بعد تناول طعام العشاء.
هذا فيما يخص العلاج الدوائي، وكل الذي تحتاج له هو هذه الجرعة الوقائية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

أنا أريدك أن تكون متفائلاً، أن تكون إيجابيًا، وأن تدير ظهرك فعلاً للماضي، وتحبسه في خزينة النسيان، عش حياتك الآن بقوة وبأمل، وإن شاء الله تعالى المستقبل لك، والمستقبل فعلاً للشباب، زود نفسك بسلاح العلم وسلاح الدين، وسوف تجد نفسك إن شاء الله شامخًا وقويًا، وإن شاء الله تعالى المستقبل يحمل بشارات كثيرة طيبة إيجابية، ومهما صعبت الأمور فالإنسان يجب أن لا يستكين أبدًا.
بالنسبة لمضادات الاكتئاب وإضافتها: يوجد دواء واحد يعرف تجاريًا باسم (وليبوترين) واسمه العلمي هو (ببربيون bupropion) هذا الدواء يتميز بأنه مضاد جيد للاكتئاب، وفي نفس الوقت لا يزيد الوزن، ويحسن من الطاقات الجنسية لدى بعض الناس.
الجرعة المطلوبة هي: مائة وخمسين مليجرامًا (حبة واحدة) تناولها في اليوم لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر, فإذا لم تجده فسوف يعتبر (إمبرامين) والذي يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل) وربما هو موجود تحت مسميات أخرى في فلسطين، هذا الدواء يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا في اليوم لمدة ستة أشهر، وإن شاء الله تعالى سوف يكون دافعًا إيجابيًا من أجل تحسين مزاجك.

أريدك أيضًا أن تحرص على ممارسة الرياضة، الرياضة لها فوائد وقيم كبيرة جدًّا في مجال تعديل السلوك وتحسين الصحة النفسية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأله تعالى أن يوفقك في أمر الزواج، وأن يجعله مودة وسكينة ورحمة لك ولزوجتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً