الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي رفضت العودة إليّ فهل أطلقها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي في شبكة إسلام ويب جزاكم الله كل خير وبارك فيكم، لكم الأجر والثواب على ما تقدمونه لإخوانكم المسلمين.

عمري 37 سنة، متزوج منذ 2008، ورزقنا بطفلة -والحمد لله-، وبعد الفرحة بالمولود الجديد بثلاثة أشهر أصيبت زوجتي باكتئاب ما بعد الولادة، فقررنا أن تعود إلى أرض الوطن (يونيو 2011)، (أنا مقيم بالخليج) حتى تتمكن من العلاج في بلدي، وباشرت العلاج وبدأت تتماثل للشفاء، لكن الآن وحين طلبت منها أن تجهز نفسها للرجوع إلى مكان عملي رفضت وقالت إنها تريد البقاء في بلدنا مع أهلها وإنها تريد العمل وأن تبني حياتها ومستقبلها هناك، لا أعرف ما سر هذا الانقلاب!

أنا لست ضد العمل، لكن بشرط أن نكون معاً في نفس البلد خاصة والآن لدينا طفلة، ولا أريد أن تعيش ابنتي بعيداً عني.

سئمت الحياة! بدأت فعلاً أفكر في الطلاق أمام تعنتها، وأعتقد أن أهلها لهم دور في هذا الموقف وأنهم لم يردوها إلى الطريق السوي!

سيدي أنا حائر، لا زلت مصمماً أن تعود إلى مكان إقامتي ولا أقبل أن أعيش بعيداً عن ابنتي، أيضاً هددتها بالطلاق فلا أقبل بالحلول الوسط.

أرجو نصيحتي فأنا في حيرة من أمري، جزاكم الله كل خير، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ e461e12 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك، ويهديها سبل الرشاد لتقوم بواجبها الذي أوجبه الله تعالى عليها من طاعة الزوج، والقيام بحقوقه.

ولا شك -أيها الحبيب- أن من حقك نحو زوجتك أن تنتقل معك حيث تسكن حيث قال عز وجل: (أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم)، ما دام ليس في ذلك ضرر عليها.

وقد أحسنت فيما مضى فيما قمت به من رفق بالزوجة والسعي للأخذ بالأسباب التي تعينها من التخلص من دائها ومرضها، وأنت مأجور على ذلك كله.

وإذا رأيت أن الزوجة لا تتضرر بالانتقال فنصيحتنا لك أن تسعى جاهداً في إقناعها أيها الحبيب، وتذكيرها بحق الزوج، وأنها بامتناعها للسفر معك عاصية لربها، وأنها تعرض نفسها لسخط الله تعالى الذي لا تقوم له السموات والأرض، فكيف بهذا الإنسان الضعيف.

وظننا -أيها الحبيب- أن هذا النوع من الوعظ والتذكير والنصح سيعطي ثماره، فإن الله تعالى أرشدنا إلى هذا فقال: (فعظوهن) فالوعظ أيها الحبيب مفيد، والكلمة الجميلة اللينة تجد طريقها إلى القلب، فحاول أن تسلك هذا المسلك، ولا بأس بأن تهددها بالطلاق، أو بأن تتزوج عليها إذا رفضت ذلك، وظننا أن ذلك إما أن يثنيها، وإما أن ترضى بأن تتزوج أنت بأخرى، وإذا كنت تقدر على ذلك فذلك خير من الفراق.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً